ها هو بلدي الأردن، يرتدي ثوب السعادة والمجد بعد مرور قرن من الصمود، والقوة والبسالة، مئة عام على قيام الدولة الأردنية وما زالت بيارق العزّ خفّاقة في سماء المجد، وما زال الأردن نموذجًا مشرّفًا للشجاعة والإقدام والازدهار في كافة الميادين، فهو شموخٌ يأبى الرضوخ.
لقد مرت هذه السنوات راسمة للعالم أجمع صورة التاريخ البهيّ الذي سطّرته أيدي الهواشم البواسل بحكمتهم وبصيرتهم الثاقبة. والذين أشرفوا بحكمتهم على صناعة هذه الصورة الايجابية عن الأردن أمام الشعوب الأخرى، والمواقف الذكية من لدن ملوك الأردن الهاشميين؛ من جلالة الملك عبدالله الأول "المؤسس"، مروراً بجلالة الملك طلال وابنه الملك الحسين بن طلال "الباني"، وصولاً للابن والحفيد الملك عبد الله الثاني" المعزز".
وقد شهد العالم أجمع، أنّ للأردن مكانة راسخة بين الدول الكبيرة، والمتقدمة في الفكر والحضارة والعلم، ففي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كان الأردن يُسابق الجميع في مكانته بالتعليم، والكفاءات البشرية. ومما لا شكّ فيه الدور القويّ الذي تبوأه الأردن في المجال العسكري، وبما قدّمه من شهداء ملأت أرواحهم السماء، وامتلأت نواحي الأرض بأجسادهم، فهاي هي فلسطين تشهد على بسالة الجيش العربيّ، الذي قدّم أرواح أبنائه دفاعًا عن أسوار القدس.
عشرة عقود من العطاء، نطوي صفحتها لنفتتح أخرى، مجددّين ولاءنا، ومعلنين استعدادنا لأن نبذل الجهد الجهيد لكي نكون في طليعة الشعوب فكريًّأ، وفي صدارة الأمم حضاريًّا، نحمل في أيدينا حبّ الوطن، والإعلاء من شأن الهوية الأردنية، سائلين الله عز وجلّ أن تظلّ شمس الأردن منيرة على العالم بدفئها، وجمالها، ليشهد الأردن مئويات أخرى على مر الزمان، وأن تبقى راية الأردن خفاقة في سماء المجد والرفعة والعلياء، في ظلّ القيادة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.