وتحت هذا العنوان الكبير ، بعث الله الانبياء والرسل وختمهم بالذي اوصانا قولا وعملا، بالوسطية والاعتدال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، والفهم العام لمقتضى هذه الآية وما اراده الله منها ، لا يخفى على احد وكذلك جعلناكم أمة وسطا في كل شي ، وفي كل جوانب حياتنا، ورحلة العمر التي نسأل الله فيها الرضا والعافية، واثبتت كل تجارب البشر بأن التشدد
ما كان في شيء، إلا شانه ولا كان الاعتدال والوسطية واللين
والتسامح في القول ، والعمل في شيء إلا زانه واحنا بنشوف مرات تشدد ، يبعدنا عن مكنون الطرح، ويذهب بنا بعيدا عمن يطرحه ، واكيد احيانا بكون التشدد سببه أخطاء فادحة تدعو البعض ، على غير علم وهدى ، إلى منهج التشدد، لكن الإنسان المؤمن الصادق ، والفاهم الواعي لا يذهب للتشدد في مواقفه حتى لو دعته ، كل أحوال، حياته لذلك ، لان في مسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، خير مثال واعظم منهج في الصبر على الشدائد ، والاعتدال في النهج، والطرح . انا لا اريد ولا احتاج كثيرا للتفصيل اكثر، حول هذا الأمر فالكل يعلم بأنه لن يكون مقبولا في حياته وطرحه، وتناوله لأية مسألة مالم يكن يتمتع بالوسطية ، والاعتدال واللين والتسامح والمحبة والرأفة فيما يرى ويشاهد ، ويسمع من احداث ، ومواقف خاصة، اننا اليوم نخاطب ونتحدث مع أجيال واعية ، ومدركة لكل الأحوال ولا يجوز أن نساهم، في ترويج منهج التشدد ورفض الاخر وعدم قبوله لمجرد انه يختلف معنا في الرأي والرؤية والتوجه فكلنا على هذه الأرض نبحث عيشا كريما وسعادة دائمة واعمار هذه
الأرض بالخير والبركات وبالتاكيد نختلف لأننا بشر وهذه سنة
الله في خلقه لكن الأهم من الاختلاف ان نوظفه للمصلحة ولا
نذهب به أبدا بعيدا عنها ولربما بين هذه الكلمات وجدنا دافعا
قويا إلى الذهاب نحوالاعتدال والوسطية في كل جوانب هذه
الحياة التي سنغادرها يوما ما بلا أدنى شك، ونتمنى أن نغادر
ونحن على ذات المنهج ، وذات السلوك الذي به نجاتنا بالدنيا والآخرة .