اختفي ضجيج الخاوات والاتاوات والبلطجه وزال على ما يبدو صخب الظاهره زوالا لا رجعة فيه.
لنكن عقلانيين ونفهم الأمور على حقيقتها فهما موضوعيا مجردا بلا مبالغه أو تهويل, فالحملةالمركزة التي انهت الظاهره لم يكن مثيلا لها من قبل، وكانت موجهه توجيها خاصا استهدفت تحديدا القبض على مجرمي الدرجه الاولى - ان جاز التعبير - الذين كان يروعون الأهالي وانتهت كما ترون بنجاح، وتم تسطيح منحنى الظاهرة.
ما أريد قوله بالضبط ان القبض على كل المطلوبين ضرب من المحال، وان ثمة الكثير من غير الخطرين لم تشملهم الحمله، ويخضعون الان لاجراءات الملاحقه الروتينية المستمره باعتبارهم لا يشكلون خطرا على حاله الامن والاستقرار، ومسأله الامساك بهم مسأله وقت، وسيقبض عليهم نهاية الأمر طال الزمان أو قصر، فليس من الممكن أن نكون دوله بلا مطلوبين شأننا في ذلك شأن سائر امم الأرض.
وبالتزامن توقفت أيضا البيانات الأمنية اليومية التي كانت تتلي علينا تباعا لوضع ألمواطن بنتائج الحملات، وعدد المقبوض عليهم وصنوف الممنوعات المضبوطة بحوزتهم وكمياتها، والاجراءات المتخذة بحقهم ، قوبلت بصدي وبدعم وتأييد شعبي عارم عبر خلاله المواطنون عن امتنانهم للأمن العام ومقتهم وغضبهم على حالات التطرف الجنائي، وكان لهم مواقف ساخطه على من يستبيحون أرواح الناس وأعراضهم وأموالهم.
لقد حققت الحملة مآرب أخرى، وفرضت حالة فريدة من الردع العام وهي من وجهةنظري اهم من عمليات القبض ذاتها، ذلك أن غاية الردع العام غاية وقائية مانعة وتسمو على اهداف الملاحقة والضبط التي تلي وقوع الجريمة، وكانت العملية بمجملها رسالة بعث بها نشامى الامن لكل من تسول له نفسه استمراء الانحراف مفادها أن طريق الأمن واضحة لا يزيغ عنها الا هالك.
اما جوهر الحملة فكان بما تم الإعلان عنه من الثبات في المناطق الاقل استقرارا لتحقيق أمن شامل ومستدام بتلك المناطق، وضمان عدم عودة الظاهرة للنمو مرة أخرى.