ويوم أن فكرت وأنا على مقاعد الدراسة، في مدرستي الغالية ثانوية مغير السرحان الشاملة للبنات، فيما يمكن أن اتطرق له
في مستقبل عمري ، والسنين القادمة عرفت يقينا ثابتا لا انكر
حضوره ، في مخيلتي منذ ذلك الزمن، بأن مهمة أي امرءٍ على هذه الأرض ، ليست بسهولة حمل حقيبة الكتب، والوقوف في
الطابور الصباحي ، ثم الدخول إلى غرفة الصف ، وانتظار ذلك الجدول اليومي، للتنقل بين صنوف المعرفة والعلوم المختلفة وتقليب الكتب المدرسية ، والكراسات والاستماع لكل ما يقال وتدوين الملاحظات، وتأكد لي ذلك اليقين حين خطت قدماي بأول خطواتها ، في ساحات جامعتي الحبيبة ، يرموك المعرفة ومنهل العلم ، فعرفت حقا بأن المهمة ، ستكون أصعب واجدر بأن نستعد لها كما يجب وعند اول محاضرة في الجامعة حين
رحب بنا المحاضر ، والقى علينا التحيات ثم قال : أن مهمتكم
سهلة جدا إن انتم أردتم تناولها بحقها كما يجب وانها لأصعب المهمات إن انتم تخليتم عن مهنتكم، واختطفتم دور الاخرين
ومهنهم ، وانكم ستدخلون أنفسكم في متاهات لا حدود لها او انكم ستضعون ذواتكم ، في نفق لا نور في آخره، ثم ختم كل كلامه بعبارة ، كانت ولا زالت في سماء خيالي،حين توجه إلى باب القاعة ثم التفت قائلا : كونوا كما هي مهنتكم ، وكما انتم تحبونها ، او اتركوها لغيركم فالصحافة والاعلام، نبض الشارع وهموم الناس ومشاكلهم، فأنتم تنقلون الخبر الصحيح الموثق دونما محاباة ، وبلا مجاملة ابدا على حساب مهنيتكم أو روح المسؤولية ، والتي تنتظركم في مستقبل عملكم، وأنا منذ تلك اللحظات ، اقدر لمعلماتي الحبيبات ، كل جهد ووقت بذلوه، لنا ولاساتذتي كل ما قدموه لنا من علوم ومعرفة ولا يفوتني أبدا ما استفدت منه ، على أيدي قامات اعلامية، وصحفية وكتاب أردنيين وعرب من خلال متابعتي الحثيثة، لكل ما يكتبون او
ما تسطره حروفهم البهية، وإنني اسأل الله أن يعينني وزملاء
المهنة على السير بخطى ثابتة ، نحو رضى الله أولا ثم القيام
بمسؤوليات ، وواجبات المهنة الإعلامية و الصحفية كما يجب