إذنٌ صاغيةٌ لصرخاتنا, وقلبٌ رحيمٌ بأحوالنا ويدٌ سخيةٌ مُدت وأعطت فأسهمت في إخراجنا من أعماق اليأس والغموض الذي كان يكتنف مستقبلنا إلى الأمل الذي جدد فينا وأحيا روح الحياة, نحن الأفراد من ذوي الإعاقة الذين حظينا بإهتمام ورعاية ملكية خاصة نقلتنا نقلةً نوعية ومهدت لنا الطريق لتحقيق ما هو مشروعٌ لنا من أحلامٍ وأمنيات ما كانت لترى النور لولا المُساندة الملكية لنا في الوقت الذي سُدت أمامنا كل أبواب الجهات المعنية بشوؤننا وتحسين أوضاعنا وحمايتنا.
في السنوات الأخيرة لاحظنا إهتماماً كبيراً وخاصاً من الملك بفئة مسحوقة ومُهمشة في المجتمع ألا وهي فئة الصابرين ليس الإبتلاء وحسب بل وعلى الظروف الواقعية التي فرضها التهميش وعدم المُبالاة وقيام المؤسسات والجهات المعنية بواجباتها ومسوؤلياتها تجاه كل إنسان لديه إعاقة, مما جعل مؤسسة القصر هو الملاذ لكل من جارت عليه الظروف, هو الباب الذي يطرقه كل صوتٍ يريد أن يعيش بكرامةٍ وإستقرار, كل إنسانٍ مُبتلى بإعاقةٍ ما يطمح في إستقلاليةٍ في حياته, كل إنسان مُبتلى بإعاقة ما قد تمرد بما لديه من قوة رغم الضعف ومن صلابةٍ رغم الإنكسار, كل إنسان مُبتلى بإعاقة ما تميز عن الآخر ليس فقط بظرفه الصحي الذي يُعاني منه وإنما بتفرده بالإبداع والمواهب التي كرّست في العقول النيّرة أن الإعاقة ليست شيئاً مُعيباً في حياة الانسان وإنما هي حالة لا بد على الجميع أن يوليها كل الإهتمام ويُشعر صاحبها بقيمة وأهمية وجوده ودوره.
كم نحن فخورين بك مليكنا وأنت الذي بأفعالك لنا وإيمانك بأهميتنا في هذا الوطن لهو تأكيد على أننا لسنا عالة في هذا المجتمع, كم نحن محظوظين أن لدينا ملكاً يلتقي بنا ويستمع لمشاكلنا وحاجاتنا ويوجّه لدعمنا وتحقيق أمانينا.الناس يا سيدي يستهزئون عندما يسمعون من "مُقعد" على سبيل المثال أن من طموحاته أن يكون مستقلاً في بيتٍ خاص, لأنهم لا يؤمنون بشرعية هذا الحق, أما أنت فلأنك تؤمن بوجودنا وحقوقنا تُسارع في توجيهاتك لتنفيذ وتحقيق هذا الطموح
فشُكراً لك من كُل الذين تحققت أحلامهم المستحيلة على يدك...وستبقى أصوات من مثلنا تطرق أبواب قصرك...والخير فيك.