لقد ظلم التاريخ الجنود البواسل، الأوتاد الطانبة في أرض المعركة ... الذين في سمرة وجوهم يختبئ عشق وطن، عيونهم مكحلة بغبار الوطن تعاف الغمض في الحالكات .... واصابعهم على الزناد تذب عنه العاديات.
إذ لولا استبسالهم لما انتصرت الجيوش ولا صنع القادة مجدهم..... ولكن اللوم لا يقع على التاريخ كمرحلة، بل على من وثق الوقائع وكتب التاريخ، ونسب الشرف لأشخاص بعينهم... دون الإلتفات إلى الماكينة البشرية ... في زمن تبدلت الأسماء بغير الأسماء ، وتقلبت القلوب من حب الحروب إلى حب ما في الجيوب .
من بلدة النعيمة.... درة قرى عروس الشمال التي بسحرها الفردوسي..... ومتانة أواصرها احتضنت خطواته ، وعلى ترابها الخصيب، وأديمها العريق نشأ وشب لاب يعشق الارض وفلاحتها...... تلك البلدة التي انجبت قناديل مضيئة في سماء الوطن.
بعد أن انهى فارسنا المرحلة الاعدادية في مدرسة النعيمة عام 1956التحق جنديا بجحافل الجيش العربي/سلاح المدفعية الملكي وقد كان له الشرف المشاركة في حرب حزيران 67 .. ومعركة الكرامة الخالدة، وحرب رمضان" الجولان" 73 ..
فتحية وتقدير وعرفان إلى أولئك الضياغم الذين كانت تتوق أنفسهم إلى علياء الشهادة، وما كتب الله لهم نيلها، وتحية اردنية إلى العم الفاضل الحاج أبا إياد السنديانة الشامخة، القلب الطاهر العامر بمحبة الله وخلقه، مقرونة بالدعاء الى العلي القدير ان يمتعه بموفور الصحة والعافية.