فقد جهاز الأمن العام اليوم أباه الروحي... الباشا عبد الهادي المجالي-رحمه الله - ... صاحب نظرية الأمن الشامل.... الذي نقل جهاز الأمن العام من المفهوم التقليدي والبدائي... إلى جهاز عصريا.... شهد له القاصي قبل الداني...
فبعد ان كان جهاز الأمن العام يتكون من مخافر ونقاط شرطة تقليدية في المهام والواجبات الأمنية ... ومتناثرة بين مدن وقرى المملكة يصعب تربطها هيكليا... إلى مراكز امنية شاملة... تقدم الخدمات الأمنية التقليدية... اضافة الى الخدمات الإنسانية والاجتماعية المختلفة... وبذلك اصبح المركز الامني بمفهوم الباشا المجالي... مديرية أمن متكاملة تخدم ابناء المجتمع المحلي... وبذلك وفّر عليهم الوقت والجهد وتقريب المسافات... فأصبح إبن غور المزرعة مثلا يحصل على كافة خدمات مديرية شرطة محافظة الكرك... من خلال المركز الامني الشامل في منطقته دون الحاجة للذهاب إلى مدينة الكرك ومراجعة مديرية شرطتها...
أضف الى إنجازات الباشا المجالي - طيب الله ثراه - النقلة النوعية الهائلة في البنية التحتية لجهاز الأمن العام من اتصالات سلكية ولاسلكية سهلت عمل جهاز الأمن العام من خلال شبكة اتصالات متقدمة... اضافة الى إعادة هيكلة الأمن العام في كافة النواحي اللوجستية والمهنية والبشرية ليتواكب مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم... حيث اصبح جهاز الأمن العام في عهده من أفضل أجهزة الأمن في العالم في كافة المجالات الأمنية والفنية والمهنية والبشرية... فكان اول من اصدر تعليماته بتجنيد الجامعيين في جهاز الأمن العام إيمانا منه بضرورة رفد الأمن العام بشباب متسلح بالعلم في كافة المجالات مما ينعكس ايجابا على نوعية الخدمة الأمنية والإنسانية والاجتماعية المتميزة التي يقدمها جهاز الأمن العام للمواطن....
الباشا المجالي - رحمه الله - مازالت خططه وتطلعاته في مفهوم الأمن الشامل عملوا ويعملوا بها ابنائه مدراء الأمن العام على مر العقود الماضية وفي الزمن الحاضر...
اليوم شعرنا نحن ابناء جهاز الأمن العام بفقدان آبانا الروحي... الأب الذي تتلمذنا على يديه ... الأب الذي قفز بنا قفزات امنية نوعيه... نهلنا من نظرياته وعلومه الأمنية حتى وصلنا إلى درجة الاحتراف الأمني... فأصبح رجل الأمن العام الأردني محط اهتمام دول العالم اجمع... فالكل يطلب خبراته ومهاراته الأمنية والإنسانية.. فهاهي منظمة الأمم المتحدة تستنجد بالأردن لإرسال ابنائه من جهاز الأمن العام لفرض الأمن والأمان في دول الصراع... وهاهي الدول الشقيقة والصديقة تستعين برجل الأمن العام الأردني لإعادة تأهيل أجهزتها الأمنية... كل ذلك كان من مخرجات نظرية الأمن الشامل التي اعتنت بالمورد البشري لجهاز الأمن العام كما اعتنت بالمحالات اللوجستية والهيكلية للجهاز...
اليوم نحن ابناء جهاز الأمن العام بعد فقداننا الاب الروحي أصبحنا يتامى... لكن عزاءنا بما زرعه من ابناء الجهاز القادرين مهنيا وفنيا على تكملة المشوار... وتحقيق كافة محاور نظرية الأمن الشامل...
ستبقى إنجازات الباشا المجالي - رحمه الله - شاهدا حيا على عطائه وتفانيه في خدمة وطنه وانسانه ومليكه... ومثالا يحتذى به لرفعة وتقدم جهاز الأمن العام...