أقامت المكتبة الوطنية ضمن سلسلة نشاطاتها الثقافية يوم الأربعاء الموافق ٢٤/٢/٢٠٢١ ندوة ثقافية متميزة عن مئوية الدولة الأردنية الأولى، تحدت فيها عطوفة العين السابق الدكتور غازي الطيب عن دور الجيش العربي في مئوية الدولة الأردنية في إقامة العدالة وتطبيق القانون ، وتحدث الدكتور محمد سلمان المعايعة عن مئوية الدولة الأردنية في ميزان الإنجازات الحضارية والتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية وبرعاية كريمة من عطوفة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الاستاد الدكتور نضال الأحمد العياصرة وقد أدار اللقاء وشارك فيه الأستاذ الدكتور محمد نايف العمايرة ، وفي بداية اللقاء رحب الأستاذ مدير الجلسة العمايرة بالحضور والإشادة بمنجزات الدولة في مئويتها الأولى بأسلوب راقي أذهل وأبهر الحضور وبما يتناسب مع جلال وقدر المناسبة لعظمة الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع لبراعة وعبقرية الفكر السياسي العميق لملوك بني هاشم الحافلة بالإنجازات الحضارية، فكان لهذا الفكر السياسي الأثر الكبير في بناء حضارة أمة وتاريخ مشرف يكتب بما الذهب للهاشميين .
وتحدث عطوفة الأستاذ الدكتور نضال العياصرة مدير دائرة المكتبة الوطنية راعي الاحتفالية مرحبا بالضيوف بكلمات بالغة الأهمية وفائقة التأثير لأظهار منجزات الوطن.. وبعد ذلك
تحدث عطوفة العين السابق الدكتور غازي الطيب في محاضرته عن محاور ومضامين دور الجيش العربي في إقامة العدالة وتطبيق القانون في المئوية الأولى للدولة الأردنية حيث سلط الضوء على أُسس تشكيل الدوله الاردنيه التي قامت على مبدا سيادة القانون وتحقيق العداله والمساواه لابنائها ودون تفريق في العرق او اللون او الدين او الجاه والنسب فجميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات والعدل هو اساس الحكم الرشيد...تبنت القياده الهاشميه ومنذ التأسيس مبدأ العدلة والاستقلاليه للقضاء....ولعب الجيش العربي دورا بارزا في الحياة الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه فكان مؤسسة المؤسسات الرسميه والحامي لها، وقد وضع قانون العقوبات العسكري وانشأ المحاكم العسكرية..خضعت السلطة القضائيه للتطوير المستمر في كل مرحله ورأس لجان التطوير
قادة عرفوا بالامانة والنزاهه
والشرف الى ان وصل القضاء الاردني الى المكانه الرفيعه التي يحتلها اليوم...وقال لقد اهتم جلالة القائد الاعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في تطوير القضاء اسوة بوالده المغفور له الحسين الباني
فطور القوانين بما يتناسب والمرحله كما طور بعض مواد الدستور لتخدم المواطن بامانه
وزاد عدد المحاكم وزاد نوعها
املا في ان يرى قضاءا حرا مستقلا ونزيها وعادلا...
لخص جلالته حفظه الله رؤياه فيما يلي...ان ما يميز
الدول المتقدمه والناجحه هو سيادة القانون فهو المعبر الحقيقي عن حبنا لوطننا الذي
نعتز به ...وان اعلانات الولاء والتفاني في حب الاردن تبقى مجرده ونظريه في غياب الاحترام المطلق للقوانين..ان هذه
مسؤلية الدوله ويتحمل كل مواطن مسؤليته في ممارسة وترسيخ القانون في حياته...
لاجريمه ولا عقاب بدون نص
قانوني....اذا دخلت السياسه في القضاء هربت وضاعت العداله.
وقال عطوفة الباشا الدكتور غازي الطيب لا توجد دولة في العالم تحملت أثار الصراعات الدولية أكثر من الأردن، وعلى الرغم من هذا بقى الأردن صامدا عزيزاً قوياً منيعا، ومقصد لكل لاجئ وعابر من الوطن العربي يهدف الأمن والأمان والسلامة.
كما تحدث الدكتور محمد سلمان المعايعة وأشاد بدور المكتبة الوطنية على رعاية مثال هذة الندوات وقال جميل أن نرى هذه الندوات التي تشكل حراكا ثقافيا وحضاريا لمئوية الدولة الأردنية في إنجازاتها الحضارية ، وأن ترعى المكتبة الوطنية هذا الحراك الثقافي والحضاري وبما يليق بعظمة هذه المناسبة وقدر وفضل فرسانها العظام من ملوك بني هاشم، وسلط الضوء في المحاور الرئيسية في محاضرته، وقال دعونا نحتفل بمئوية الدولة الأردنية لأن العالم قد يحتاج مئة عام أخرى لولادة دولة جديدة تقدم ما قدمه الأردن لمواطنيه وللقيم الإنسانية والعالم. وقال ونحن نتحدث عن مئوية الدولة الأردنية نستحضر عظمة الإنجازات التي تحققت في عصر ملوك بني هاشم والتي تتحدث عن نفسها على أرض الواقع للقادة العظام الذين جعلوا من الأردن متحف مقدس تحت الأرض وفوق الأرض ،فالأردن بلد يكتشف عظمته دوماً بقيادته في عزّ الأزمات التي مر بها، فتظهر مواقف القادة العظام في صناعة التاريخ الوطني الذي هو جزء من المنجز القومي .وقال بأن مئوية الدولة تجسدت فيها معاني العطاء والبناء والنهضة والتنمية، فأنجز الأردن في ظل العصر الهاشمي الكثير من الإنجازات والنجاحات ما يفتح الشهيه للحديث عن مسيرة ملوك بني هاشم الحافلة بالإنجازات الحضارية وهي كثيرة لا نستطيع الإحاطة بجوانبها كاملة لكثرتها وجمالها وثابتها، فالنهضة والتنمية بحاجة إلى مبشرين يبشروا بها من القادة الذين لديهم القدرة القيادية ورياض الدراية السياسية الفذة لإدارة الدول وخاصة التي تولد في ظرورة ولادة صعبة لكنها نهضت بفضل حكمة وسياسة فرسانها وقادتها الهاشميون لأنهم ورثوا إرثا سياسياً، ودينيا وتاريخا وقاعدة شعبية عريضة منا أحرار العرب ، وهي من أهم أدوات النجاح لأي قائد ،فتحققت لهم مفاتيح الزعامة السياسية، وهكذا سطر التاريخ السياسي زعامات تاريخية وأخرى سياسية غيرت مجرى التاريخ الإنساني فكان الهاشميين سادة هذه الزعامات.
وقال المعايعة بأنه يُحسب للهاشميين إنهم قادوا الثورة العربية الكبرى عام 1916م ، فكافح الشريف حسين لبناء مشروع عربي نهضوي يدعو إلى التحرر والاستقلال وإنشاء دولة عربية واحدة هدفها الحفاظ على على الحضارة العربية وهو بدايةً التكوين للنظام العربي الذي نعيشه الآن، أن مراحل التأسيس تعد قصة نضال وتضحية وبناء سطرها الملوك الهاشميون والأردنيون على مر الأعوام الماضية..فالهاشميون أسسوا الأردن غرسة ونمت لتصبح شجرة باسقةجذرها ثابت وفرعها في السماء.. ولعل من أهم إنجازات ونتائج الثورة العربية الكبرى هو بزوغ الأردن - المولود الشرعي - فُيسجل للدولة الأردنية وهي تقترب من إتمام مئويتها الأولى أنها نجحت في اجتياز الأعاصير والمنعطفات الخطيرة التي عصفت بهذا الإقليم، وكان أبرز دعائم ذلك الصمود القيادة الحكيمة والإدارة الفذة ووطنية الأردنيين...وهذه من أجمل الداعائم التي مكنتهم من تحقيق أهداف الثورة العربية الكبرى التي انطلقت أساساً لتحقيق الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال للأمة العربية، فكانوا خلال حكمهم قادة عظام أبهــروا العالم بانحازاتهم والعظماء الأكثر تأثيرًا في السياسة الدولية والتي تمثل قفزة تاريخية، لتصبح الأردن في عصرهم علامة مضيئة في مسيرة الإنجازات الحضارية. وقال المعايعة َونحن نقرأ تاريخ ملوك بني هاشم بعين الاتزان السياسي والتاريخي نهدف من وراء ذلك أن نُعرف الاجيال المعاصرة معنى مئوية الدولة وطبيعة التضحيات، الدولة التي كانت بحجم الطموح العربي، بقيادة عربية هاشمية سعى لتشكيلها الملك عبدالله الأول وحسبي بأن الذي أنقذ الدولة الأردنية خلال مئة عام هي حنكة القيادة الهاشمية، ووعي الشعب الأردني، ويقينهم بأن الهاشميين هم صمام الأمان، وسفينة الإنقاذ.
وقال الدكتور المعايعة بأنه علينا أن نقف عند نقاط القوة المضيئة في محطات الأنجاز ونعمل على تقويتها وتعزيزها بأدوات المعرفة والفكر والانتماء للوطن لتبقى عالية على سارية الوطن، وعلينا في الوقت نفسه معرفة المحطات التي تم الإخفاق فيها ونعمل جاهدين بمعالجة مواطن الخلل للنهوض من جديد ونواصل مسيرة البناء والتنمية والنهضة والتحديث كما أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم...أن الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية يدل على منعة وقوة الأردن بالرغم من كل التحديات التي واجهته...مئةُ عام مضت على ذكرى تأسيس الدولة الأردنية، وفي هذه المساحة الزمنية أُسِّسَتْ وبُنِيت الدولة، وفي ظلالها بني الوعي الفكري والديني والقومي والسياسي للأردنيين.. والذي كان له الدور الكبير في تجنب الأردن في كثير من الأزمات بفضل الرؤية الملكية الثاقبة. وقال المعايعة بأن الإنجازات في مئوية الدولة الأردنية كثيرة، وصمود الأردن في ظل التحديات الأقليمية والمحلية والدولية بحدّ ذاته يُعد إنجاز ومفخرة، ومطلوب منّا تعظيم تلك المنجزات والبناء عليها وعدم الإلتفات للشائعات أو محاولات العبث اليائسة بمنجزاتنا الحضارية والسياسية، ومطلوب منا المضي قُدماً بنظرة تفاؤلية للمستقبل. ومن المنجزات التي يُشار إليها بالبنان في مئوية الدولة الأردنية الأولى وكانت من العلامات والمنجزات الحضارية والسياسية في تاريخ الأردن ، الاستقلال وهو جوهر الانجازات الوطنية عبر مسيرة الدولة الأردنية... ووضع الدستور الاردني العتيد الذي حكم مسيرتنا حتى هذا التاريخ، الذي يقوم المواطنة الجامعة التي هي ثمرة المئوية الأولى للدولة الأردنية،وكذلك تعريب قيادة الجيش العربي، فقد حرص جلالة الملك الحسين على تحقيق أعلى مراتب السيادة والاستقلال والحرية والعدالة للدولة الأردنية فتخذ جلالة الملك الحسين قراره التاريخي بأعفاء الجنرال جون كلوب رئيس هيئة الأركان وبقية الضباط البريطانيين من مهامهم واسنادها إلى ضباط اردنيين. كذلك تم الغاء المعاهدة الأردنية البريطانية عام ١٩٥٧. فبعد قرار تعريب قيادة الجيش العربي حصل انفراح سياسي في الأردن فتح المجال واسعاً أمام الأحزاب جميعها للمشاركة في الحياة السياسية.. ونتيجة لتنامي ظاهره سياسة الأحلاف الدولية في المنطقة أدت إلى حدوث تقارب بين الدول العربية اليسارية لتآمر على الحكم الهاشمي، مما دفع بالملك الحسين التوجه إلى إبن عمه الملك فيصل الثاني ملك العراق لإقامة الاتحاد العربي الهاشمي بهدف إيجاد عمق استراتيجي سياسي واقتصادي وعسكري داعم للأردن. ومن المنجزات التي نتفاخر ونتباهى بها بين دول العالم انتصارات معركة الكرامة الخالدة.. بعد حرب ١٩٦٧،إستمرت إسرائيل في سياستها العدوانية بعد أن أصابها الغرور، فجاءت معركة الكرامة الخالدة لتقلب الموازين تحقق النصر للأمة العربية، كذلك أشار المعايعة إلى البعد الإنساني في مئوية الدولة الأردنية الأولى من خلال المشاركة في قوات حفظ السلام لتحقيق الأمن والسلم الدوليين فكانت الأردن قوة فاعلة في الساحة الدولية والإقليمية.
وقال الدكتور المعايعة بأن قافلة البناء واصلت مسيرتها في النهضة والتحديث لملوك بني هاشم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم ، واستطاع الأردن أن يواجه بعزم التحديات والصعوبات الجسام التي تفوق طاقته، فصمدّ وأنجز وأحسن الإنجاز وتميز في الأداء وسر ذلك هو عبقرية وبراعة القائد الذي يملك الحكمة ودقة الأستشراف التي تمثل القدرة على التخيل بلا حدود، وتسمح بتحدي الصعاب ومواجهة المهام المستحيلة، والخروج من الأسوار التي حكمت وحدت من آفاق الأحلام وقدرات الإبداع وإمكانات الإنتاج لأحدات نقلة نوعية إلى فضاء المعرفة والفكر الذي كان من علامات تميز الدولة الأردنية .
إن الحديث عن مئوية الدولة الأردنية تمثل ذكرى وطنية لاستلهام التاريخ المشرق بوصفه يمثل علامات رمزية للأجيال تعزز قيم الانتماء الوطني... وأخيرا أكد المحاضرين من خلال ردهما على المداخلات التي أثرت الندوة من المتحدثين والثناء على الإنجازات الحضارية التي تحسب لملوك بني هاشم على مراحل حكمهم الذين صنعوا أمة وتاريخ مشرف لهم يكتب بماء الذهب.... وقالا بأن ما يميز ويزين تلك الإنجازات الحضارية هي المواقف العظيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين التي ظهر بها أمام العالم برفضه المطلق لصفقة القرن والاءات الثلاث التي تؤكد لا للتوطين ولا للوطن البديل ولا للتنازل عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية رغم كل المغريات التي قدمت للأردن والضغوطات علية،، فللرجال مواقف، وللزعماء مواقف، وللشرفاء مواقف، ولعبد الله الثاني ابن الحسين مواقف، جعلت من الأردن صخرة تحطمت عليها كل آمال وتطلعات المغرضين للنيل من هذا العرين.... عرين الأسد...
وفي نهاية المحاضرة قالا المحاضرين الطيب والمعايعة والحضور، وممن حضروا فعاليات الندوة بأنه يشرفنا أن نرفع إلى جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة وارث مباديء الثورة العربية الكبرى وإلى ولي العهد الأمين أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة مئوية الدولة الأولى معاهدين الله أن نبقي على العهد الذي خطه الآباء والأجداد في الولاء والانتماء لتراب الوطن والإخلاص والوفاء للقيادة الهاشمية العامرة والي قواتنا المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية الساهرة على أمن الوطن واستقراره.
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروه تحت ظل رأية سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة.