بكل معاني الفخر والاعتزاز يستذكر الأردنيون الذكرى الخامسة والستين لتعريب قيادة الجيش العربي المصطفوي، الذي سطر أسمى معاني التضحية والبطولة في ميادين العز والشرف دفاعاً عن حمى الوطن والعروبة، ورسم أبهى صور العمل الإنساني النبيل في سائر أنحاء المعمورة، في هذه المناسبة نستذكر تاريخاً ناصعاً وإنجازات عظيمة في مسيرة وطننا الأردن العزيز خطها بأحرف من ذهب ملوك آل هاشم الأخيار ، ليبقى عريناً عربياً وموطناً للحرية والكرامة والعزة ، حاملاً آمال أمته العربية وتطلعاتها، ويرسخ مبادئ رسالة النهضة العربية الكبرى، التي يحمل رايتها بعزم وإخلاص جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاة .
لقد كان لهذا القرار التاريخي و السيادي الشجاع الذي أصدره الملك الباني المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال- طيب الله ثراه- فاتحة خير لأمة العرب فقد خلص الأردن من التبعية الخارجية ، بإنهاء خدمات الفريق كلوب من رئاسة أركان الجيش العربي الأردني، وإسناد هذا المنصب إلى قادة أردنيين جبلوا بهذا الثرى العربي الطيب حيث خاطب جلالته رفاق السلاح قائلاً :" أيها الضباط والجنود البواسل، أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم ضباطاً وحرساً وجنوداً وبعد فقد رأينا نفعاً لجيشنا وخدمة لبلدنا ووطنا أن نجري بعضاً من الإجراءات الضرورية في مناصب الجيش، فنفذناها متكلين على الله العلي القدير ومتوخين مصلحة أمتنا وإعلاء كلمتها، وإنني آمل منكم كما هو عهدي بكم النظام والطاعة، وأنت أيها الشعب الوفي هنيئاً لك جيشك المظفر الذي وهب نفسه في سبيل الوطن ونذر روحه لدفع العاديات عنك مستمداً من تاريخنا روح التضحية والفداء و جعل كلمة الله هي العليا إن ينصركم الله فلا غالب لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته""،
وليكون جيشناً عربياً مصطفوياً لكل العرب، تنطلق به مسيرة قواتنا المسلحة ودورها البطولي في الذود عن حمى الوطن والدفاع عن شرف الأمة العربية، بالإضافة إلى دورها الإنساني النبيل وفي كافة المواقع والميادين ، فهذا الجيش قرة عين مليكه ومصدر اعتزاز وفخر الأردنيين جميعاً وموضع كبريائهم وعزمهم الوطني والقومي اثبت عبر رحلة العمر الطويلة كل معاني الرجولة والشهامة والتضحية والفداء في سبيل رفعة الوطن والأمة، وعلى نفس الطريق سار جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي في البناء والأعمار والنهوض بهذا الجيش الباسل ودعمه بكل ما يحتاج من تجهيز وتدريب وتسليح ليبقى قويا في وجه التحديات بحكمة قيادته ومتانة وقدسية وحدته الوطنية .
تُعبرّ هذه الذكرى العزيزة علينا عن سيادة القرار الوطني وتقرير المصير، لتكون جزءاً من حياتنا ومستقبلنا و تبقى مناسبة وطنية خالدة ً في وجداننا، وفرصة نعبّر بها عن الوفاء للجيش العربي الأردني وشهدائه ورجاله الذين دافعو عن الأردن و فلسطين وكل ارض عربية داهمها الخطر، سيبقى التعريب صفحة مضيئة في سجل وتاريخ الجيش العربي باعتباره حدثاً غَير صورة الواقع المرير لكل وجوه الظلم والقهر والاستبداد، ونحن نتفيئا ظلال هذه الذكرى العطرة فإننا نبتهل إلى المولى عز وجل أن يشمل بمنه وكرمه صاحب القرار الشجاع والخطوة الجريئة التي كان لها كبير الأثر في بناء ونهوض الجيش العربي الأردني جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال بواسع رحمته ورضوانه.
سيبقى هذا اليوم مشرقاً يطالعنا بكل عام حاملاً في طياته نفحات من الوفاء لقيادتنا الهاشمية ،نجدد من خلاله البيعة والعهد لمواصلة العطاء والبناء للنهوض بالأردن ، ليبقى الوطن قويا وحصنا منيعاً في وجه كافة التحديات بحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.