بقلم العقيد الركن المتقاعد الدكتور ضامن عقله الإبراهيم *
8- أما المظهر الثاني فكان دور الدفاع الاستراتيجي للبلاد ، فإن الأردن اطول حدود مشتركة مع إسرائيل بين سائر الأقطار العربية حيث كانت تبلغ ( 650 ) كيلو متر عن الوهم إن لم يكن من باب الانتحار أن عدد - کهف جيشنا الدفاع عن سائر حدودنا وان تقاتل الأ دفاعيا فقط ، لأن قوة صغير العدد کلوننا لا نستطيع أن تدافع ويقول جلالت : كنت ارى انه عليا في حالة نشوب وبه آن نزمن دفاعنا على طول الحدود الإسرائيلية الأردنية وان تصمد مهما كلف الأمر حتى الموت ، لقد فكرت أنه عن حدود طويلة كمحدودنا لذلك قررنا أن نؤمن التدريب العكسري لجزء من السكان المدنيين اسميناهم في البداية حرس الحدود ثم الحرس الوطني . أما مهمتهم فتقوم على الدفاع عن الحدود لكي تتيح للجيش الأكثر تدريبا - وتجهيزة في حالة قيام العدوان - توجيه ضربات في نقاط محددة ويقول جلالته : " لقد كنت من أنصار الرد الفوري ، أي إنه كلما ارتكب الإسرائيليون عدوانا ، توجب علينا أن نضرب هدفا مختارة في الجانب الآخر . وعبثا أبنت وشرحت ذلك لكلوب . فقد كان الجنرال يواصل النصح بمراعاة جانب الحكمة والحذر ، فكان يحبذ تراجع قواتنا إلى الضفة الشرقية في حالة قيام هجوم إسرائيلي ، ريثما تأتي الإمدادات لشن هجوم معاكس . لقد ناقشنا طويلا أنا وكلوب هذه النظريات الدفاعية خاصة أننا علمنا بأن الذخائر كانت تنقصنا " . وقد طلب جلالة الملك من الجنرال كلوب أن يحصل على مزيد من السلاح من بريطانيا حسب الاتفاق بين الدولتين إلا أن بريطانيا كانت تتذرع بضرورة توازن القوى بين جميعا الأقطار العربية من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى ، وهكذا كان الإسرائيليون يستمرون في تلقي السلاح من فرنسا وبريطانيا حتى من المعسكر الشرقي . ويقول جلالته في كتاب کملك : فما دام أن بريطانيا ترفض تزويدنا بالسلاح فإنني لا استطيع - مراعاة لمقتضی الأمانة – أن الوم کلوب على رغبته في أن يحصر مهمة جيشنا في دور محض دفاعي . لقد كان والحال هذه محقا في اعتقاده بعدم قدرتنا على الدفاع عن حدودنا بصورة ذلك فإن وجود الجنرال في بلادنا مذمومة ومطعون في شخصه من قبل الكثير من الناس قد اصبح عاملا باعث على القلق الأكيد . لقد كنا عاشين للاجئي فإذا كان كلوب بصفته جنرالأ لا يستطيع أن يؤمن لنا مخزونا من السلاح والذخيرة فهو ليس خليفة لأن يسخر علينا بنصائحه ومشورانه حول التكتيك العسكري الذي تعتمده 9- استمرت المشاكل تتراكم على مر الشهور بين جلالة الملك والجنرال ، ولكن جلالته ظل مصممة على إنشاء جيش قوي متوازن يدعمه غطاء جوي مام ، وقد كان تحقيق ذلك مستحيلا ما دام كلوب على رأس الجيش فكان لابد لهذا الجنرال أن يرحل . وأحب جلالة الملك أن يستوضح أولا عن رأي رئيس الأركان في المسائل المهمة فاستدعاء جلالته لمقابلته يوم 29 شباط ليسأله عن خططه بشأن بعض الأمور التي تهم القوات المسلحة الأردنية ولا زالت تقلق جلالته وعندما لم يجد عند الجنرال الجواب الشافي والمفيد وخاصة عند سؤاله عن سلاح الجو ، وكان جلالته يحاول ويسعى أن يكون للأردن دفاع جوية قوية . ويقول جلالته في كتاب الحسين مهنتي کملك : إذا لا يعقل أن نكون تابعين لبلد أجنبي من أجل تأمين الدفاع الجوي لسمائنا ضد عدو کاسرائیل مجهزة بقوى عسكرية جوية هامة ، إن وضع كهذا لا معنى له ، فما دام الجنرال كلوب عاجزة عن تغيير هذا الواقع فإنه سيشجع الضباط العرب والبريطانيين على قبول فكرة التخلي عن جزء من التراب القومي في حالة وقوع هجوم . لقد كان يؤكد أكثر من مرة في المحاضرات التي كان يلقيها على الضابط بأن إسرائيل بحكم أنه أقوى من العرب فإن من الوهم أن تقاتل على الحدود . 10- على ضوء ذلك أصدر جلالته أوامره في الأول من آذار عام 1956 م بعقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء . وقال جلالته مخاطبة رئيس الديوان الملكي - معالي السيد بهجت التلهوني - بصوت متزن عميق وهادئ : أحسب أنك تتساءل عن السبب الذي طلبت عقد هذه الجلسة من أجله ، وأنا لن أتحدث عنه بشئ ، ولكن أقول إنني أحاول اليوم أن أصنع شيئا لأمتي فإما أن أحققه او أقضي دونه ... وتابع جلالته قوله : إما أن نعيش شرفاء أو نموت شرفاء فحياة المرء إن كانت مسلوبة الكرامة فلا معنى لها ولا قيمة ، ولا تستحق أن يتمسك بها ... وسجل صفحة جديدة في هذا اليوم .. فإما حياة حرة أو مينة بشرف . وعندما وصل جلالته رئاسة الوزراء خاطب جلالته رئيس الوزراء معالي السيد سمير الرفاعي قائلا : منذ تسلم سلطاني الدستورية وأنا أحاول أن أصحح الأوضاع قدر المستطاع بشكل يتفق وكرامة الأردن وعزته ولكن لم المس أثرة لجميع محاولاتي ، ولهذا فلم أجد بدأ من تنفيذ رغبتي هذه فورا " وقال جلالته لرئيس الوزراء بعد أن ناوله الورقة التي تحمل الرغبة الملكية أنه رغب في إنهاء خدمات رئيس الأركان الآن ، والطائرة جاهزة الآن طائرة الملك الخاصة . وغادر جلالته دار الرئاسة تعلو وجهة الجدية والتصميم وترك رئیس دیوانه السيد بهجت التلهوني ليحمل إليه قرار مجلس الوزراء لم تكن دهشة رئيس الوزراء معالي السيد سمير الرفاعي بهذا القرار تقل عن دهشة رئيس الديوان معالي السيد بهجت التلهوني . لقد اتخذ الحسين القرار وكتبه بنفسه وذلك نتيجة إيمانه بالقومية العربية من جهة ولمعرفته باتجاهات الرأي العام من جهة ثانية ورغبته في بناء جيش قوي يعتمد عليه في الدفاع عن ارض الوطني من جهة أخرى أي أنه يتخذ القرار في فورة غضب كما زعم بعضهم ولا نتيجة لضغوطات المقربين إليه إنما هو نتيجة لإيمان جلالته بضرورة استقلال الأردن عن وصاية ونفوذ بريطانيا وكان هذا يعني تعريب قيادة الجيش العربي بغض النظر عن الخدمات التي قدمها كلوب والضباط البريطانيون وهي الخدمات البت أثنى عليها جلال الملك أكثر من مرة فيما بعد . وفي الساعة الثانية والنصف ظهرة اتخذ مجلس الوزراء قراره بتنفيذ الرغبة الملكية السامية وحمل السيد بهجت التلهوني رئيس الديوان الملكي القرار إلى جلالة الملك فوشحه بالتوقيع الملكي السامي وينص على ما يلي : أ . إنهاء خدمة الفريق كلوب من منصبه رئاسة أركان حرب الجيش العربي الأردني.
ب. ترفيع الزعيم راضي عناب لرتبة لواء وتعينه رئيس اركان حرب الجيش العربي الأردني ج . إنهاء خدمات القائم مقام باتريك كو جهل ( مدير الاستخبارات ) . در إنهاء خدمات الزعيم هاثون ( مدير العمليات العسكرية ) .
العقيد الركن المتقاعد الدكتور
ضامن عقله علي الابراهيم
ضابط مدفعي يحمل ركن المدفعيه ومدرب بمدرسه المدفعيه ويحمل دورتين ركن احدها في كليه القياده والاركان الاردنيه والثانيه من كليه القياده والاركان العراقيه عمل معلم في كليه القياده والاركان الاردنيه لسبعه دورات كل منها مدتها سنه كامله وعمل معلما بمدرسه المدفعيه لدوله قطر 16عاما حاصل على درجه الدكتوراه في العلوم السياسيه والتاريخ العربي والحديث المعاصر باحث ومحلل عسكري وسياسي ومؤلف له اربعه مؤلفات الملوك الهاشميون في الاردن والاردن قياده وتاربخ والعباءه العربيه الهاشميه الحسين بن علي والثوره العربيه الكبرى وكاتب لمقالات يوميه بما يهم الشأن العام الاردني وتنشر في موقع نيروز الاخباري المميز بالمصداقيه والاوسع انتشارا والسبق الصحفي ويعمل مستشارا اعلاميا لموقع نيروز ونائب لرئيس ملتقى رفاق السلاح .