في خِضَم تلاطم الأمواج وما يعصف في المنطقة من أحداث متتالية يزأر الحسين الباني معلناً تعريب الجيش مستلهما قراره الاستراتيجي والتاريخي كوريث للثورة العربية الكبرى منتصراً للعروبة وأبناءه من الشعب الأردني .
قرار التعريب كان صعبا وفي وقتا حرج الا أن الحسين رحمه الله كان قائداً فذاً عربياً هاشمياً اردنياً ينتزع قيادة الجيش مُعربّا اياها مسندا مهامها ومسؤولياتها لأبناء العروبة الأردنيين، أبطال الثورة العربية وحماتها.،مدركا أن للبلاد أسودها ومؤمناً انا الجيش لايقوده الا من ابناء جلدته، ليسلم الراية لأصحاب الكفاءات من ضباط جيشنا الباسل الذين تحقق على أيديهم العديد من الانتصارات على راسها معركة الكرامة المشهودة حيث قدموا قوافل الشهداء على اسوار القدس وعلى امتداد فلسطين العروبة.
هذا الجيش الذي نذر نفسه للعروبة جمعاء فهنيئا للاردنيين قيادة وشعبا وارضاً بهذا الجيش العربي المصطفوي .
كما ويتزامن يوم تعريب الجيش مع مئوية الدولة الاردنيه التي أسسها وبناها الملك المؤسس عبدالله الأول الذي عرف أن الاردن لا يقاس بمساحته الجغرافيه بل بقيادته الهاشمية المقدامه وتضحيات شعبه وجيشه الذين قدموا المهج وقبلها الارواح ليحافظوا على هويته الجامعة بكل شرف وفخر واعتزاز .
اليوم نحتفل بدولة حديثة وفريده رغم الصعاب ورغم ما تحمله الاردن في السنوات الماضية يقودها الملك المعزِز عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يحمل بين صفحات حياته نشأة عسكرية صرفه، محترفاً القيادة وصنع القرار ليضع الاردن استراتيجاً على خارطة العالم متقدما رغم الموارد المحدودة، سياسياً وعسكرياً
فالاردن نقطة مضيئة في صنع القرار العالمي والاقليمي، كما أنه ملاذا للعروبة حين يشد الظلم عليها وملجأ لكل من تضيق به الارض ذرعا.
أننا كأردنيين من شتى المنابت والاصول أصحاب هوية جامعة عروبيون الهوا واردنيون الهوية وعقيدة جيشه لا يمكن أن تكون إلا في خندق العروبة كان ومازال وسيبقى، كما ارده بني هاشم مدافعا عن الحرية والعدالة .
يوم تعريب الجيش درسا من الدروس الأردنية سطّره التاريخ بماء من ذهب وسيعيش على مر العصور فهو يعكس الانفة الأردنية ومهارة القيادة عند الحسين الباني الذي أسس جيشا يشار له بالبنان بكفاءة والاحتراف.
ندخل المئوية الثانية معتزين بهويتنا ونفخر بجيشنا العربي المصطفوي، وسيبقى الاردن قويا بقيادته وجيشه وشعبه وسيحول كما فعل في السنوات الماضية التحديات إلى فرص لبناء دولة قوية قادرة على التقدم والازدهار..