لم أتعود المدح لمسؤول ولكن اليوم أجدني في حضرة خريجي مدرسة الجيش العربي منحاز للمدح وهم لا يحتاجون كلامي ، وهم فوق الكلام قصائد وعلو يشبه الغيم ، لأنهم إعتادوا الفعل وليس القول ، ورغم أن المدح يليق بهم .
نفرح لمعالي مازن الفرايه أنه وزيرا للداخلية ، رغم أننا نحب اسمه مازن بيك أقرب للقلب من لقب المعالي ، وربما لأن ثقتنا بألقاب الجيش التي أخذوها بجدارتهم أكثر من ألقاب المعالي التي تقلدوها أناس صغّروا منها .
مازن بيك يشبههنا .. مثل طينتنا وملامحنا ، ويعرف وجع الناس ، أنهى الثانوية العامة بتفوق وذهب إلى جامعة مؤتة يحلم أن يكون ضابطا وكانت أمنية أمه أن ترى النجمة تتلألأ على كتفيه ..
لم يسقط ببراشوت على منصبه وهو الذي أبدع في إدارة أزمة كورونا وأسند أجهزة الحكومة التي تهتز عند كل أزمة ، ورفع من ثقتنا بالدولة عندما كان يطلّ في التلفزيون ويمنحنا الأمان بكلمات قليلة وحاسمة ، ونحن الذين أتعبنا كذب المسؤولين وإستعراضاتهم المكشوفة .. للعلم في بداية الأزمة تم إستدعاءه من الميدان وهو قائد مدفعية منطقة ليدير خلية الأزمة لسيرته التي أعرفها ويعرفونها من زاملوه .
مازن بيك ابن قرية الجديدة على حدود الموجب ، كان ضابط مدفعية محترف ودرس الرياضيات ويعرف أهدافه بدقة، وتلقى تأهيله في الدراسات العليا من أعرق المعاهد الدولية وكان يحصد المراكز الأولى في كل دوراته .. الأهم أن جدارته وتعبه من رفعه ولم يكن نتاج شلة سياسية أو صداقة أو نسب .
تواصلت معه في بداية الأزمة بعدما إتصلت بي صحفية صديقة تطلب أحدا ليساعد أقرباء لها بالحركة في ظل الحظر الشامل في بداية الازمة .. أرسلت له .. رد علي وقال : تبشر ..!!
ثم تواصلت معه بعدها في أكثر من شأن وكان يردّ ويقول : أنت تعذرني محمد بيك وغيرك ما يعذر ..
اليوم يفرحنا أن يصعد مازن بيك المنصب الوزاري كوزير للداخلية ، فهو نتاج مؤسسة لم تخذل الوطن ، كان أبناؤها على الدوام مثالا للتضحية ونكران الذات ونظافة اليد وبياض الوجه، وهذا عهدنا بهم ولن يتبدلوا .