عكست اطلالة سمو ولي العهد ثقة كبيرة , ورؤية واضحة , وصفات قيادية مولودة, وكاريزما وراثية, صُهرت مع مهارات المعرفة وخبرات مكتسبة , من خلال قربه من جلالة الملك, ومن مدرسة المجالس , ومن انضباط الجيش , كل ذلك شكل شخصية قريبة من القلب, يرتاح اليها الانسان يسهل التعامل معها , شخصية مميزة , مثيرة للاهتمام , جاذبة للجمهور , يرى فيها الناس قدوة حسنة, ومثلا اعلى للشباب , تركت هذه الشخصية بصمة رمزية للقيم والاخلاقيات التي يؤمن بها , والمبادئ التي تربى عليها , تزرع الامل , تدعو للتفاؤل .
هي صفات ملموسة , وجينات مخلوقة , توحي بنقاء الضمير وصفاء السريرة وثبات العقل وصدق المشاعر ونور البصيرة , يرى ان الاردن كنزا من الموارد الطبيعية , ومنجم من الموارد البشرية , تملؤه الثقة بالإنسان الاردني الواعي القادر على الانتاج والعمل والمثابرة , يرى في تاريخ الاردن سلسلة من الصعوبات وحقلا من الاشواك , لكن اليأس لم يتسرب الى نفسه , لا يؤمن بالمستحيل , لا يشعر بالإحباط , بالعكس يعتبر مصدر اشعاع للمعنويات , لانه يرى في التاريخ عبرة وفي التحديات فرصة ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) انها ثقافة المؤمن بالله .
اطلالة ولي العهد تحمل ملامح الملك الشجاع الحكيم الراحل الحسين بن طلال رحمة الله عليه , وهذا جعل الحسين الحفيد يتكئ على سورا عظيم , حيث نشا وترعرع بين حزم الاب وعطف الام وحنان الجد , يهديه النصيحة مغلفة بالحنان , يرى فيه امتداد طبيعي للسلالة الطاهرة , حتى اصبح الحفيد ملازم اول في الجيش بين زملائه من الضباط , ( وليس وليا للعهد) تجنبا للمباهاة بالجاه , بعدا عن المفاخرة بالنسب , رغبة في المساواة , ليناُ للجانب , خفضا للجناح , هي فضائل التواضع لا تزيده الا وقارا , فلقد قال صلى الله عليه وسلم : (ما زاد عبد بعفوه الا عزا , وما تواضع لأحد الا رفعه الله ) .
القدس والمقدسات قضية شخصية للهاشميين , سدنة البيت اصحاب الحجابة والسقاية , لها مكانة عظيمة ومنزلة كبيرة في وجدانهم , فهي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم , هي الارض المباركة والمكان المقدس , مهبط الوحي وموطن الانبياء , القدس عقيدة دينية وليست مشروعا سياسيا يحتمل المناورة والاجتهاد , هي الخط الاحمر الثابت عند ملوك وامراء بني هاشم .