الرائد الشهيد أحمد هارون كان نموذجاً في الأيثار والتضحية
قبل ستة وثلاثون عاماً وتحديداً في الحادي عشر من شهر آذار من عام ١٩٨٥ كانت هذه الحادثة التي استشهد فيها شهيدنا البطل هو وسبعة من التلاميذ العسكريين في الكلية العسكرية الملكية( دورة الضباط المتقدمين رقم ٢٣ الكلية العسكرية) والذين كانوا يقومون بتنفيذ خطة تدريبية في عرض البحر الميت وهم التلاميذ العسكريون الشهداء كل من محمد فيصل القرعان ,وسامي عبد الكريم الزويري واجود بدر القاضي وعلي مداد الطوالبه , وخالد سالم البدارين , وفواز بركات , وحيدر رفيق العتوم ,الى جانب الرائد المظلي الشهيد احمد هارون النصرات
قصة استشهاد الشهيد البطل احمد هارون وزملاءه التلاميذ المتدربين : سنعيد للاذهان ما حدث يوم الاستشهاد
عند غروب مساء يوم ١٠ اذار ١٩٨٥ كانت هذه المجموعة تقوم بتنفيذ تدريبات بدورة الصاعقة، على عمليات الانزال البحري ليلا في منطقة البحر الميت حيث كان سيناريو التدريب ان يدخل القارب لمسافة ١ كم في عمق البحر الميت غربا، ومن ثم يعود شرقا للتدريب على الانزال البرمائي.
في تلك الليلة لم يكن البحر الميت على عادته ، كانت الأجواء ماطرة والرياح شديدة تهب من الشرق الى الغرب على غير عادتها بهذا الاتجاه ، الامر الذي أدى الى سحب القارب المطاطي نحو الضفة الغربية وعلى متنه التلاميذ ومدربهم حيث انهم كانوا يصارعون الأمواج العالية والرياح الشديدة التي واجهتهم وهم بعرض البحر محاولين بكل الوساءل من خلال بالتجديف بأقصى قوة وجهد عكس اتجاه الرياح وذلك لتجنب الدخول في الحدود البحرية للضفة الغربية ، الا ان ثقل مياه البحر الميت وقصر المجاذيف لم تجعلهم يستطيعوا ان يتقدموا طويلا نظرا لازدياد سرعة الرياح والامواج القوية، ولم يتمكنوا من التجديف بعكس التيار لغاية الساعة ١٠ ليلا.
بناء على تلك الظروف تم الطلب من سلاح الجو ان يقوم بتنفيذ عملية الإنقاذ بواسطة طائره عامودية . الا ان الظروف الجوية الصعبة والقدرات المحدودة في ذلك الوقت في مجال الطيران الليلي وبناء عليه تم تأجيل عملية الإنقاذ الى فجر اليوم الثاني. فكانت خطة الإنقاذ ان يتم ربط مقدمة القارب المطاطي بالطائرة العمودية وسحبه باتجاه الشرق .
في ذلك المساء كان البطل احمد هارون مجاز في بيته وبين أبناءه، وعندما بُلغ بذلك الامر لبى النداء وتحرك على الفور تاركأَ أسرته باتجاه الموقع للمشاركة بالواجب
ومع فجر اليوم التالي الساعة ٠٥٣٠ وصلت الطائرة العمودية فأقدم البطل احمد هارون بربط نفسه بحبل الطائرة للوصول الى مقدمة القارب الذي كانت الرياح قد أبعدته في عمق البحر الميت ، فقام البطل بربط القارب بالحبل المتدلي من الطائرة وبدأت عملية السحب باتجاه الشرق، الا ان قوة الطبيعة كانت اقوى من قوة الحبل فانقطع الحبل ما بين الطائرة والقارب ، الامر الذي أدى الى قطع الحبل بقوة السحب وارتداده على رقبة الرائد احمد هارون النصرات الذي أدى الى غرقه واستشهاده فورا هو ومن معه وانقلاب القارب في البحر مما أدى الى غرق القارب واستشهاد كل التلاميذ من فيه...
وفي هذه الذكرى التي تعلمنا منها كيف يكون الأيثار والتضحية من أجل الآخرين والتي انغرست في وجدان شهيدنا البطل الرائد احمد هارون النصرات نتوجه الي الله العلي القدير بأن يتغمده بواسع رحمته هو ومن كان معه بهذه الحادثة...