عندما نسمع للوهلة الأولى جملة (التسلق ...واللعب على الحبال) فإنه أول ما يخطر ببالنا اننا نتحدث عن رياضة تسلق الجبال أو رياضة المشي على الحبال وكلاهما من الرياضات الممتعة والمسلية التي بالطبع لها أبطالها وجمهورها ومتابعيها.
على ما يبدو أن هذه الألعاب انتقلت الى عالم السياسة واصبحنا نرى فيها أشخاصا محترفين وقد ظهروا لنا بصورة القادة والاوصياء والواعظين والمرشدين والأمناء على مصلحة البلاد والعباد وفي واقع الأمر هم يلهثون خلف مصالحهم وكراسيهم ومواقعهم وامتيازاتهم حتى ولو كان ذلك على حساب التسلق على ظهور البسطاء والفقراء والمساكين او على ظهور من مدوا لهم يد العون في يوم من الايام وانتشلوهم من القاع الى القمة.
فمهما كان اللاعب على الحبال أو المتسلق ماهرا وبارعا لا بد أن تأتي لحظة فاصلة يختل فيها توازنة وتتقاطع فيها مصالحه ليسقط قناعه وينكشف أمره ... فالذي يصل بسرعة على أكتاف الآخرين فمن الطبيعي أن يهوي سريعا.
الانسان المتسلق امتهن التمثيل واتقن تزييف الحقائق واحترف الصيد في الماء العكر ...
الانسان المتسلق هو شخص انتهازي ينتظر اعلان لحظة الفوز والنجاح ليتصدر المشهد ويسرق جهد وإنجاز الآخرين وينسبه إلى نفسه ...
الانسان التسلق شخص عجيب يقرب إليك البعيد ويبعد عنك القريب ... يهوي الأضواء والتصفيق والمديح فكلامه عبث وحديثه رياء ....
الانسان المتسلق يعشق التحليق على أجنحة الغير حتى لو أصيب الآخرين بخيبات الأمل فمصلحته اولا ...
الانسان المتسلق يتوهم أنه شخص حامل للواء النصر وفي حقيقة الأمر هو صانع للأزمات ...
المتسلق هو شخص خائن للعيش والملح ويجيد الرقص على جراح الآخرين لا بل ويتلون كما تتلون الحرباة ...
لا تتركوا الساحة لمثل هؤلاء بلا سياج يصولون ويجولون ويرسمون مستقبلكم بريشتهم السوداء.