نيروز الإخبارية :
كلمة فخامة/ إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان في قمة غير رسمية لمجلس التعاون للدول الناطقة باللغة التيوركية عبر جهاز الإتصال المرئي
رئيس جمهورية كازاخستان المحترم،
الزملاء الموقرين.
بالدرجة الاولى، اود لو اتقدم الى نور سلطان أبيشوفيتش نازار باييف بشكري على مبادرته الخاصة بعقد القمة، حيث يعمل نور سلطان أبيشوفيتش نازار باييف بصفته رئيسا فخريا للمجلس التيوركي في منتهى الفاعلية وتأتي هذه القمة بمثابة نموذج ملحوظ لذلك.
إن قمة اليوم، تعتبر الثانية من نوعها بعد قمة باكو التي انعقدت في شهر اكتوبر من عام 2019. قد استضافت باكو في شهر ابريل من العام المنصرم بمبادرة أذربيجان القمة المكرسة لكوفيد-19، مما بين أن القمم تجتمع بإنتظام وهذا بالطبع، يؤثر إيجابيا للغاية على الوحدة القائمة بين الدول الاعضاء. في نهاية هذه السنة، سوف تسلم اذربيجان رئاسة المجلس التيروكي الى تركيا الشقيقة وسوف يتم تقديم المعلومات عن الاعمال المنفذة خلال رئاسة اذربيجان على هامش القمة الرسمية التي سوف تحتضنها تركيا.
واليوم، انتهازا لهذه الفرصة، اريد ان افصح عن المعلومات حول حرب قره باغ الثانية. كما تعرفون، فان ارمينيا كانت تحتل الاراضي الاذربيجانية المعترف بها عالميا على مدى ما يقرب من 30 عاما. لقد اسفر هذا الاتحلال عن الاستيلاء على نحو 20 بالمائة من اراضينا من قبل ارمينيا وتشريد اكثر من مليون اذربيجاني من اراضيهم الام وتحولهم الى لاجئين. وتعرض شعبنا للتطهير العرقي. ارتكبت ارمينيا مذبحة ضد اذربيجان. إذ أنه ازيد من 600 بريء ومدني ومنهم 106 امرأة و63 طفلا، قُتلوا بوحشية جراء مذبحة خوجالي في عام 1992.
لقد ايدت المنظمات الدولية دوما موقف اذربيجان، غير أن هذا التأييد، لم يحظ باهمية كبرى في الممارسة العملية طالما ما كانت القضية تجد حلها. وقد اصدر مجلس الامن الدولي وهو اعلى الهيآت الدولية، 4 قرارات مطالبة بالانسحاب الفوري والكامل ودون تحفظ للقوات المسلحة الارمنية من الاراضي المحتلة، حيث صدرت هذه القرارات في عام 1993 وبقيت على الورق. كما كانت القرارات والوثائق الصادرة عن المنظمات الدولية الاخرى تدعم موقف اذربيجان. وكان ذلك يحمل معنى سياسي وقانوني كبير ولو ما كان يخدم حل القضية على مستوى عملي. قد دافعت منظمة الامن والتعاون في اوروبا وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الاسلامي والبرلمان الاوروبي والجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا ونظيراتها عن موقف اذربيجان العادل.
في عام 1992، تم تشكيل مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا بهدف حل القضية ولم تحرز اية نتيجة مهما عملت 28 عاما. وكان عملها يساوي الصفر بالرغم من ان الدول المشاركة في مجموعة مينسك هي الدول المتقدمة والنووية وذات العضوية الدائمة في مجلس الامن الدولي. بالتأكيد، اذا تعرضت ارمينيا لضغوط جادة بشأن الاحتلال ولعقوبات بناءً على مطالبة اذربيجان، فوجدت القضية حلها السلمي منذ زمن طويل.
للاسف الشديد، هذا لم يحدث. وبالعكس، أُتخذت الخطوات نحو تجميد القضية، بحيث امتنعت ارمينيا فعليا عن المفاوضات. وان كانت ارمينيا تحاكي المفاوضات في السنوات السابقة، فكانت خلال زهاء الثلاث السنوات الاخيرة تصرح بصورة واضحة واستعراضية بان شبرا من الاراضي الاذربيجانية لن يعود الى اذربيجان. ما عدا ذلك، جعلت الخطوات والتصريحات الاستفزازية وعديمة المسؤولية للقيادة الارمنية، المحادثات بلا معنى بشكل فعلي. فقد اعلن الزعيم الارمني قبل عامين ان "قره باغ هي ارمينيا والنقطة". بالطبع، لاقى هذا الاعلان ردنا وكان ردنا الاكثر جدية في ساحة القتال. ومع ذلك، فإن هذا في حد ذاته، يدل على أن القيادة الأرمنية، كانت تعتبر القضية منتهية ولم تكن تريد اعادة الاراضي. بالإضافة إلى ذلك، هدد وزير الدفاع الارمني السابق الذي اقيل بعد الهزيمة العسكرية، أذربيجان بحرب جديدة. لقد اعلن خلال لقاء مع منظمات شتات الارمن في الولايات المتحدة إن أرمينيا، تستعد لحرب جديدة من اجل اراضي جديدة. انما كانت هذه خطوة خطيرة جدا ذات طابع استفزازي ضد أذربيجان. وقد تسببت الهزيمة العسكرية في اعفاء وزير الدفاع السابق الذي هددنا عن منصبه.
لقد تمثلت الخطوة الاستفزازية الأخرى في اقامة حفل تنصيب رئيس العصبة العسكرية غير الشرعية، رئيس نظام قره باغ الجبلية السابق، في مدينة شوشا الاذربيجانية القديمة وهي عاصمتنا الثقافية، مما يعد اهانة تجاه الشعب الاذربيجاني. في سياق متصل، كان نقل ما يسمى ببرلمان ما يسمى ب "جمهورية قره باغ الجبلية" الى شوشا وتشييد مبنى للبرلمان - الذي سيتم تدميره او هدمه الآن -، كان بمثابة خطوة استفزازية. اي أن كل هذه الخطوات، كانت تجلي أن ارمينيا تستفزنا وتتوقع منا رد قاسيا حتى تحملنا تبعات وتطيل عمر القضية لمدة 30 عاما أخرى. لم تنطل علينا حيلتها.
فقد تصرفنا بضبط النفس وتماشيا مع جميع قواعد ومبادئ القانون الدولي، وفي مثل هذه الظروف، ارتكبت ارمينيا استفزازا عسكريا ضدنا في الصيف الماضي. إذ انها عرضت مواقعنا على الحدود الارمنية الاذربيجانية لاطلاق نار وقامت وحداتها العسكرية بمحاولة عبور حدودنا التي اودت بحياة عدد من جنودنا. كان ردنا جديرا وجعلناهم منكفئين. وحينذاك ما تعددينا الحدود الارمنية الاذربيجانية.
وتوقفت الاشتباكات التي استمرت لعدة ايام بسبب عدم كوننا نرغب في شن الحرب على اراضي ارمينيا، على الرغم من اننا استطعنا الدخول في اراضي ارمينيا ان نشدناه. وبعد مرور شهر على هذه الاشتباكات وبالتحديد في شهر اغسطس، وقع الاستفزاز الآخر الجديد بارسال الفرقة التخريبية الى اذربيجان، حيث تم القاء القبض على قائد الفرقة الذي افاد اثناء شهادته بانه تغلغل في الاراضي الاذربيجانية بهدف تنفيذ الاعمال الارهابية، وهذا آتى ضمن استفزاز تالي. واخيرا، تعرضت مواقعنا العسكرية ومناطقنا السكنية لنيران المدفعية في اواخر شهر سبتمبر، مما اسفر عن سقوط عدد من العسكريين والمدنيين. ونحن، بالطبع، قمنا برد متطابق وعاقبنا على العدو من خلال عملية الهجوم المضاد وانتهت حرب قره باغ الثانية التي دامت 44 يوما بنصر اذربيجان الكامل. فقد استعادت اذربيجان وحدة اراضيها وتم تحرير اكثر من 300 مدينة وقرية في ميدان المعركة اثناء الحرب. كما تحررت في 8 نوفمبر مدينتنا التاريخية وهي شوشا وأُرغمت ارمينيا على توقيع وثيقة الاستسلام.
قي ليلة 9 نومبر الى 10 نوفمبر، وقع الرئيسان الاذربيجاني والروسي ورئيس الوزراء الارمني على بيان اعيدت بناءً عليه محافظاتنا الاخرى الى اذربيجان بطرق سياسية، وبالتالي، تم معالجة القضية بطريقة عسكرية-سياسية. ويمكن القول بكل ثقة ان قضية قره باغ الجبلية وصراع قره باغ الجبلية، وجد حله. لم تعد اية وحدة اراضية باسم قره باغ الجبلية قائمة قط. فقد قامت اذربيجان بتسوية القضية وكسبت نصرا تاريخيا وانطلقت اعمال اعادة الترميم والتاهيل في الاراضي المدمرة.
لقد تلقينا دعما كبيرا من تركيا الشقيقة منذ اول يوم من الحرب. فقد اعرب اخي العزيز، رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان عن دعمه الجلي لاذربيجان منذ 27 سبتبمر اي يوم بدء الحرب، حيث حمل هذا الدعم السياسي والمعنوي مدلولا هائلا. وقد قال اخي العزيز ان اذربيجان ليست بمفردها وتقف تركيا الى جانب اذربيجان. بالطبع، كان ذلك رسالة جادة للغاية واشارة في منتهى الجدية التي مكنتنا من تنفيذنا الناجح لعملية الهجوم المضاد ومكنت من عدم التدخل لاية قوة خارجية في الامر. كنت اقول دوما ان اذريبجان تستطيع حل قضية قره باغ الجبلية خلال فترة وجيزة في حال عدم التدخل الخارجي وحصل هكذا. اود التعريب لتركيا ورئيسها المحترم رجب طيب أردوغان عن عميق شكري على هذه الدعم.
لقد لعبت التصريحات الصادرة من الرئيس أردوغان والرسميون الاتراك الآخرون في غضون الحرب وفترات متفاوتة، دورا هاما خاصا في تسوية القضية. وكان الرئيس رجب طيب أردوغان اول من هنأني والشعب الاذربيجاني بمناسبة تحرير شوشا. وبلّغنا تهنئته هذه في 8 نوفمبر. وقام المجلس التيوركي في 28 سبتمبر، اي بعد يوم من اندلاع الحرب، بتصريح داعم تجاه اذربيجان وتجددت تصريحاته المشابهة خلال الحرب. ونتقدم الى المجلس التيوركي بشكرنا. كما اظهرت المنظمات الدولية الاخرى على امثال حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الاسلامي دعمها السياسي لصالحنا.
لقد لقى كل شيء في الاراضي المحررة دمارا. الآن يقوم الصحفيون والدبلوماسيون بزيارتها ويرون المدن والبيون والقرى وآثارنا التاريخية في حالة مدمرة. واسموا الصحفيون الاجانب مدينة آغدام هيروشيما القوقازية. ولم ينجو اي مبنى عن دمار في مدينة فضولي بعد تحريرها حتى يتسنى لنا نصب علمنا عليه. فقد هدم ودمر الارمن كل مدننا ومعالمنا التاريخية وسوا المقابر بالارض ودمروا القبور. كما هدموا اكثر من 60 مسجدا وربوا الابقار والخنازير في المساجد شبه السليمة. وتتوافر لقطات فيديو في شبكة الانترنت. بعبارة اخرى، هذا يعد بمثابة اهانة ازاء العالم الاسلامي اجمع والجريمة ويراه العالم بالفعل ولا بد ان يراه. قد قمنا بتنفيذ رسالتنا التاريخية وقضينا على الفاشية الارمنية. في الوقت الحالي، انطلقت اعمال الاعادة.
لقد سقط كثير من المدنيين والعسكريين ضحايا الالغام بين القتلى والجرحى. ولم تقدم لنا ارمينيا الى اليوم خرائط الالغام المرزوعة، ما يعتبر جريمة الحرب التالية. فلذلك، عملية ازالة الالغام، سوف تستغرق وقتا اطول. ولا نستطيع ان نعيد مواطنينا المشردين والنازحين الى تلك الاراضي قبل استكمال هذه العملية.
قد وضعت الحرب اوزارها وبقي النزاع في التاريخ. وثارت الفرص الجديدة وأعتقد الاهم منها هي فرص النقل. اليوم، نعمل بفعالية كبرى على ممر زانجازور. وقلت على هامش القمة في ناحتشيوان ان سلخ زانجازور عن اذربيجان وضمها لارمينيا، كان تقسيما جغرافيا للعالم التيروكي. لاننا اذا القينا النظر على الخريطة، فنرى خنجرا كأنه مطعون في جسدنا وبالتالي، نرى انقسام العالم التيروكي. ستلعب الارض الاذربيجانية القديمة وهي زانجازور دورا يجمع العالم التيوركي. لان جميع مشاريع النقل والاتصال والبنية التحتية التي تمر عبر زانجازور، سوف تجمع العالم التيوركي باسره الى جانب توفير الفرص لدول اخرى، بما فيها ارمينيا التي لا تملك اتصالا مع روسيا عبر سكة حديدية. هذا الاتصال عبر السكة الحديدية، قد يأتي من خلال الارض الاذربيجانية. كما لا تملك ارمينيا اتصالا مع ايران المجاورة لها عبر سكة حديدية. ويمكن توفير هذا الاتصال من خلال ناختشيوان. ترتبط اذربيجان بتركيا بواسطة جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي وتتصل آسيا الوسطى باوروبا. يعني، يجري انشاء ممر النقل الجديد. قد اطلقت اذربيجان هذه الاعمال. وانا على يقين ان الدول الشريكة، ستستفيد من هذه الامكانيات.
اريد ان اختم كلمتي. واريد ان اقول مجددا انني كرست كلمتي لهذا الامر. هذا شيء طبيعي، لانه على قادة الدول الصديقة ان يعلموا صلب الامر. وآمل اننا سوف نناقش الامر بشكل اوسع خلال اتصالاتنا التالية بصورة وجاهية. وتحدوني الثقة باننا سوف نحضر وجاهيا القمة التي سوف تستضيفها تركيا. وانا بصفة رئيسا، سوف اقدم المعلومات عن الاعمال التي قمنا بها وسوف نداول الخطط المقبلة على حد سواء.
وكالة نيروز الإخبارية
لا مانع من الاقتباس واعادة النشر شريطة ذكر المصدر { وكالة نيروز الإخبارية } الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها فقط. © 2019 - جميع الحقوق محفوظة.
, بريد الكتروني : khalil.aljbour11 [at] gmail.com للإتصال : 0790980000
تصميم و تطوير 