هؤلاء الذين يعترضون على أي شيء وفي أي شيء ، ظانين بذلك بأنهم صنفوا أنفسهم من أصحاب العقل والفكر و أعلام التميز، و هؤلاء الذين نسفوا أصول البحث العلمي في أي مسألة كانت ، وتنطعوا على خلق الله من علماء وفقهاء واصحاب الإختصاص في علوم الدين والدنيا ، و هؤلاء الذين يزعمون خوفهم على الدين والوطن ، وبأنهم حماة الحق و الديار، وإن فتشت عنهم لتجدنهم يتسكعون في الشوارع وفي الأرصفة وفي المولات يلهثون وينهشون بأعراض الناس المصانة ، و هؤلاء الذين يفسفسون حركات المقاومة السياسية والقتالية التي في نظر قوى الإستعمار مدانة.. وإن نظرت إلى هؤلاء و هم يزعمون الإنتماء للوطن بالمطالبة بالنهضة ومحاربة الفساد ، فإن تعمقت في إدارة شؤون حياتهم لتجدنهم بأن شؤون حياتهم يديرونها وينعشونها من ذات منظومة الفساد المستدامة.. و وصف حالهم يطول .. ويطول.. ولا أرغب بالإطالة.. وخلاصة الكلام والغاية.. بأن هؤلاء ليسوا بخونة وطن أو مجحدين دين أو فاسدين متعمدين.. وإنما امراض الجهل والتغرير والغرور سيطر على عقولهم وقلوبهم، فبدأ عدوى مرضهم يلوث كل شيء في هذه الحياة.. وبالتالي يجب علينا وقاية انفسنا منهم بلا هوادة.. من خلال المعرفة و التأكد من صحة عماده.