لو حاولنا القيام بإجراء تحليلا بسيطا لعناصر قوة الأردن , واسباب نجاحه , وعوامل طول بقائه , واسرار ثباته , ومقومات ديمومته , رغم الزلازل والبراكين التي تعصف بالإقليم , فلا بد من القاء الضوء على الثالوث المقدس الذي يربط مرتكزات الأمن الوطني , المتمثلة بجلالة الملك والشعب والجيش .
جلالة الملك ( رحمة من ربك انه هو السميع العليم ) , توالى على حمل أمانة المسؤولية , سلالة نبوية من ملوك بني هاشم خلال القرن الماضي , تميزوا بحكمة لقمان وشجاعة موسى وصبر ايوب واخلاق محمد صلى الله عليه وسلم , رفعوا شعار فلنبنِ هذا البلد ولنخدم هذه الأمة , فالمقياس هو البناء والخدمة , فكانت ثقة الشعب مطلقة بهؤلاء الملوك جميعا , الى ان توج جلالة الملك عبد الله الثاني , شعر الناس بالرحمة بالرعية , والمحبة لهم واللطف بهم , لا يندم على العفو ولا يسعى نحو العقوبة , فلم يخشى الناس جوره بل اطمئنوا الى عدله ,فنال الناس ما يتمنون , وحققوا ما يبتغون بكل كرامة وعزة نفس , فإذا ما نادى جلالة الملك ( الجبل يا سارية الجبل ) لبى ندائه رجال الدولة والشعب والجيش , استبسل أمامه ابطال الميدان الشهداء كأمثال معاذ الكساسبة وسائد المعايطة وراشد الزيود.
ترسخ في وجدان الشعب حب جلالة الملك , هذا شكل قاعدة شعبية عريضة , وحاضنة اجتماعية متماسكة , ومصدر قوة جماهيرية واسعة ترى أن من مصلحتها الحفاظ على جلالة الملك , كصمام امان وشجرة مباركة يستضل تحتها الجميع من حر الرمضاء , مبعث أمل ورجاء نحو مستقبلا زاهر وحياة افضل , فاصبح الملك ينظر الى الشعب كمصدر ثروة بشرية وحيد , فأحسن استثماره , واعتمد عليه , وراهن على قدراته وكفاءته , فكان هذا السر الكبير الذي يقف خلف الانجازات المشهودة , والبنية التحتية الرائعة , ومستوى الخدمات المميز .
الجيش هو عز للوطن وإهانة للعدو , اسس على عقيدة قتالية دينية قومية وطنية , التزم بتوجيه تدريب يعمق مهارة الاحتراف , يؤكد ثقافة التميز , يجسد معاني الكفاءة والانضباط , الجيش هو سياج الوطن , ودرعه الحصين وعنوان وجوده , رمزاً للأمن وعاملاً للاستقرار , قيادة جلالة الملك للجيش ودعم الشعب عكست قوة الأردن الحقيقية .