في صباح اليوم الخامس من حزيران لسنة ١٩٦٧ م، حصل اشتباك بين القوات المسلحة الأردنية ( الجيش العربی ) وجيش الإحتلال الإسرائيلي أثناء إسناد قواتنا من قبل كتيبة المدفعية (السادسة) الملكية ، والتي كانت تقدم نيران الإسناد المدفعي لقواتنا الأمامية ، حيث قام طيران جبش الإحتلال بقصف موقع المدفعية الذي كان في سهل اليامون بالقرب من بلدة جنين .
ويروي الحاج صابر العباهره أحد أبناء بلدة اليامون جنين ، قصة البطولة لشهداء الجيش العربي للملازم عماد البلاونة وقصة استشهاد كوكبة من سلاح المدفعية الملكي ( المدفعية٦ ) والتي كانت تتسلح بمدافع ١٥٥ GUN حيث قال: إنه بتاريخ ١٩٦٧/٦/٥ كان يتواجد قسم مدافع مع طاقمهم المكون من ثمانية أفراد ( ملازم وسبعة أفراد لكل مدفع ، في سهل اليامون في مزرعة زيتون ، حيث كان أهل البلد يحضرون إلى موقع المدافع لمساعدة الطواقم ، حيث تزامن وجود بعض الأهالي في موقع المدافع مع وجود طائرات إسرائيلية فوق الموقع ، فقامت الطواقم بتبليغ الأهالي بضرورة مغادرة المنطقة حفاظًا على حياتهم كونه سيتم قصفها من قبل الطيران الإسرائيلي من خلال الطلعة الجوية اللاحقة ، مع العلم أنه أثناء قصف الطيران لمواقع المدافع يترك الجنود مدافعهم ويتوجهون إلى الخنادق لحين الانتهاء من عمليات القصف الجوي ، إلا أن الجنود أبطالنا الأشاوس أصروا على الاستمرار بتقديم نيران الإسناد المدفعي لقواتنا الأمامية و بعد ذلك بقليل تم قصف الموقع، الأمر الذي أدى إلى استشهاد جميع الطاقم وتدمير المدافع وبنفس اليوم عاد أهل البلدة إلى الموقع بعد انتهاء القصف الشديد والذي استمر طيلة اليوم فوجدوا أن الجميع نال شرف الشهادة دفاعًا عن ثرى فلسطين الحبيبة وقاموا على الفور بوضعهم في مغارة بالقرب من موقع المدافع لحين انتهاء الفصل وبعد مرور ( 3 ) أيام قاموا بفتح المغارة لنقل الشهداء إلى المقبرة الخاصة التي تم تجهيزها لهم فوجدوهم بنفس الهيئة التي كانوا عليها يوم استشهادهم ( وهذه علامات وكرامة الشهادة ) ومن ثم قاموا بالصلاة عليهم ودفنهم في مقبرة خاصة سميت (عقيرة شهداء الجيش الأردني) بمنطقة البامون .
ویروي الحاج صابر العباهرة أنه أيضًا قدم أحد أبنائه شهيدًا في الانتفاضة وأصر أن يدفنه في مقبرة شهداء الجيش الأردني بجوار أشقائه الشهداء الأبرار ، ندعو الله العلي القدير أن يرحم شهداءنا الأبرار وأن يتغمدهم بواسع رحمته.