بعد موقعة التغيرات على رؤساء الجامعات، اتوقع أن الجدد منهم يقرأون ويتلمسون طرق النجاح لمواقعهم الجديدة، ومن استمروا يفكرون متى سيكون دورهم في التغيير، سيما وأن معايير النجاح لم تكن الفيصل للتغيير… هكذا يقول المشهد..! دعونا نطوي الصفحة ونتجه لما هو مطلوب، التدريس، البحث العلمي، خدمة المجتمع، اساس عمل الجامعات، وحديثا في ظل الأزمات المالية للدول، وتنامي العجز في ميزانيات الجامعات، برز دور جديد للجامعات مارسته كبريات الجامعات العالمية وهو؛ الجامعة المنتجة(Productive University)
، فالمهام الثلاثة للجامعات التي نعرفها، أصبحت ممارسة يومية للجميع، بتفاوت يطول ويقصر حسب فاعلية الإدارات والعاملين، وتتأثر بشح الموارد، لتصبح اقصى بطولات رؤساء بعض الجامعات، تأمين رواتب العاملين آخر كل شهر، ولكي نخرج من هذا الباب الذي ضاق كثيراً وأصبح هم يراود رئيس الجامعة صباح مساء، على كل رؤساء الجامعات التفكير خارج الصندوق( وأقصد أو لا أقصد صندوق دولة الرئيس..!)، على الجميع التفكير بدور الجامعة المنتجة، لتوفير المال اللازم للنهوض بالجامعات، وعدم الإعتماد على دعم الحكومات التي لديها ما يؤرقها، ولا نعفيها من دورها بوضع التعليم أول أولوياتها، لأن بناء الموارد البشرية ورأس المال البشري كماً ونوعاً، وتأهيلها نحو مزيد من الإنتاجية هو اللبنة الأساسية لتنمية وطنية شاملة في جميع المناحي الإجتماعية والإقتصادياة وغيرها.
ولنعلم أن البحث العلمي التطبيقي المنتج، وكذلك التعليم التقني والهندسي، هي أساس حمل دور الإنتاجية للجامعات ودخول السوق المحلي والدولي والعالمي، من خلال تقديم أو تطوير المنتجات أو الخدمات، التي هي ثمرة التعليم في الجامعات، فأكوام الأبحاث النظرية التي لا تحول لمنتج أو خدمة، تبقى من غير فائدة، ولا مردود، وكلنا نردد يوميا مصطلح التكنولوجيا، لكننا لا نعرف معناه الحقيقي وهو؛( التطبيق النظامي للمعرفة العلمية نحو أهداف وأغراض عملية تطبيقية، خصوصاً في الصناعة )، بحيث تحول المعرفة إلى خدمة أو منتج،
The systematic application of scientific knowledge for practical purposes, especially in industry.
هنا فقط تستطيع أن تتجه بجامعتك وتفعيل واستغلال طاقاتها البشرية الأكاديمية والفنية والإدارية باتجاه تقديم خدمة أو منتج، يعود بالمال على خزينة الجامعة، وهنا سيكون إبداع أي رئيس، لأن بقية الأدوار نمارسها جميعاً وهي بحاجة للتطوير والإبداع والأفكار أيضاً، لكي تصنع النجاح في دخول سوق الإنتاج، لدعم ميزانية الجامعة بأرقام فعلية، ولا يعتد بالإنجازات الوهمية التي ندعيها صباح مساء وهي غير موجودة على أرض الواقع..!.ولم تصنع نجاحاً لجامعاتنا، وفي مقالات لاحقة سأسلط الضوء بشكل اكثر تفصيلاً على آلية ومعطيات التحول نحو الجامعة المنتجة… حمى الله الأردن.