السَّلط المدينة الجميلة الوادعة المطمئنة... السَّلط مدينة العراقة والتاريخ والتُراث... المدينة التي أنجبت الرجال الرجال الذين عُرف عنهم الشجاعة والكرم والمواقف المُشرفة...
ومدرسة السلط الثانوية هي قبلة الأردنيين من كل أنحاء الوطن الجميل كَانت المدرسة الثانوية الوحيدة بالأردن فقد خرَّجت خيرة الخيرة من رجالات الوطن الذين أصبحوا رؤساء وزارات ووزراء وكبار القادة العسكريين والمدنيين والطبقة المُستنيرة... فالسَّلط كانت العاصمة الثقافية للأردن.
السَّلط التي اكتحلت بالدحنون والشِّيح والقيصوم وبيدر القمح... السَّلط التي نظم فيها شاعر الأردن – عرار – مصطفى وهبي التل أجمل القصائد.
السَّلط المدينة الرَّائعة التي يتعانق فيها المسجد مع الكنيسة... السَّلط التي نجد فيها الوحدة الوطنية والعيش الإسلامي المسيحي المشترك... فنحن في هذا الوطن الجميل أسرة واحدة...
السَّلط دائماً كانت مع فلسطين وقضايا الأمة العربية (الأعمام من السَّلط والأخوال من نابلس)..
والسلطيات الماجدات هُنَّ أخوات الرجال.
السَّلط غنية بُتراثها وتاريخها ورجالاتها..
وبمناسبة إحتفالات المملكة بمئوية الدولة الأردنية الهاشمية فقد قام عاشق عمان والوطن والتُراث المؤرخ عُمر العرموطي بإعداد برنامج (غير مسبوق) عن مدينة السَّلط بالتعاون مع نيروز الإخبارية ... بحيث أن هذا البرنامج نجد فيه مَزج للمعلومات التاريخية والتُراثية مع القصص الشعبي والرواية الشفوية...
بدات جولة المؤرخ عمر العرموطي من أمام بلدية السلط الكبرى وهي من أقدم البلديات في المملكة حيث استضاف الشيخ ذيب النسور - أبو زياد - أحد وجوه كبار السلط الذي له حضور عشائري في السلط وباقي محافظات المملكة.
وقال المؤرخ العرموطي أن السلط هي مدينة الحضارة والتاريخ والعراقة التي تغنى بتراثها وجمالها وتاريخها ورجالها شاعر الأردن عرار وهي عاصمة البلقاء الآمنة الوادعة المستقرة.
وأضاف العرموطي أن السلط كبيرة برجالها ومنهم عبد الحليم النمر الحمود العربيات وذوقان الحسين العوامله والشهيد محمد البشير
والدكتور مصطفى خليفه ومحمد رسول الكيلاني
والمشير فتحي ابو طالب واللواء حكمت مهيار والشيخ احمد النجداوي وسليمان الحديدي وجعفر الشامي وسليمان النابلسي وصالح المعشر والقائمة تطول وتطول فالسلط ورجلها مشهود لهم عشائريا وسياسيا وعسكريا واجتماعيا بالمواقف العظيمة على امتداد مئوية الدولة الأردنية.
الشيخ ذيب النسور شكر المؤرخ عمر العرموطي ودوره الكبير في التوثيق للذاكرة الاردنية من خلال اصدراته التي وثقت التاريخ والجغرافيا والانسان وهذا دور نقدره كثيرا من الباحث والمؤرخ الذي سخر جل وقته للحفاظ على الموروث الاردني.
وأضاف النسور أن تسمية مدينة السلط مشتق من سالتوس وتعني المدينة كثيفة الاشجار وبها سيول ماء وعيون وتزرع بها الخضار والفواكه وتضم أقدم مدرسة خرجت أجيال من السياسيين والعسكريين من كافة مناطق المملكة منهم محمد نزال العرمرطي والد المؤرخ الذي كان متصرف في السلط ولم يكن هناك سيارات في المدينة في اربعينيات القرن الماضي سوى مع عبد الرزاق الداود وفي نفس الوقت كان عبد الحليم النمر وزير ولا يملك سيارة.
وشكر النسور بلدية السلط وكل رؤسائها الذين حافظوا على تراث المدينة وابنيتها القديمة بحيث أصبحت السلط على قائمة التراث العالمي لليونسكو وهذا جعلها محطة مهمة علي خارطة السياحة المحلية والعربية والعالمية.
وشملت جولة المؤرخ عمر العرموطي برفقة الشيخ ذيب النسور وسط مدينة السلط التاريخي ومعالمه من البيوت القديمة حيث تحدث النسور عن المدفع العثماني على مدخل المدينة ليكون شاهد على حقبة من تاريخ هذه المدينة العريقة كما شملت الجولة مقهى المغربي وهو أحد أهم معالم المدينة حيث يلتقي رجالات السلط والاردن من كبار السياسيين والمثقفين وهي منتدى ثقافي سياسي كان شاهد على تاريخ الاردن.
اما مؤسسة اعمار السلط جائت بجهود ابناء السلط الحريصين على تطويرها والحفاظ على طابعها التراثي كما أشار النسور وقال إن أبناء السلط لديهم حب لمدينتهم ولهذا دعمهم مستمر لها لتكون في تطور مستمر مع الحفاظ على تراثها الذي يحكي قصة المدينة ومن عاش فيها.
وأضاف النسور أن المشروع السياحي في المدينة ساهم في تنظيم أماكن الترفيه والتسوق والأماكن السياحية وفوزنا لنكون على قائمة التراث العالمي لليونسكو هو نجاح يسجل لابناء السلط ومع تحويل البيوت القديمة إلى بيوت تراثية ساهم هذا في زيادة أعداد السياح القادمين للمدينة.
وحول التآخي الإسلامي المسيحي قال النسور
نحن أبناء السلط أسرة واحدة يجمعنا هذا الوطن الكريم وعلاقاتنا الاجتماعية مستمرة لاننا ولدنا هنا وبيننا عيش وملح يشاركنا مناسباتنا ونشاركهم مناسباتهم الاجتماعية والحمد الله الأردن وشعبها المتسامح جعل الناس تاتي اليها فهب بلد الامن والاستقرار والتكافل الاجتماعي والمحبة والخير.
واستمرت جولة المؤرخ عمر العرموطي والشيخ ذيب النسور في أسواق البلدة واستذكروا وصول الملك المؤسس إلى السلط في عام 1921 ونزل في بيت أبو جابر وحاشية نزلت في منازل آل مهيار التي اصبحت اليوم وسط سوق يعج بالحياة ففيه محلات عريقة وقديمة يتسوق منها أهل السلط.
واستذكر النسور العلاقة بين السلط ونابلس والتجارة المتبادلة بين المدينتين وهذا جعل عائلات من نابلس تقيم في السلط وتمتهن التجارة وهذا مستمر حتى اليوم فهذه الاسواق تجارها من أبناء المدينة سلطية ونابلسية.
وشملت جولة العرموطي والنسور البيوت التراثية والمحلات التراثية التي حافظ المشروع السياحي في المدينة عليها ارثا قائما يحكي تاريخ مدينة السلط العريقة بتراثها ورجالها وهذا جعل المدينة مقصدا للسياحة للاطلاع على السلط التي كانت وما زالت متطورة في عمرانها وثقافتها وتعليم أبنائها .
والتقى المؤرخ عمر العرموطي خلال جولة في السلط بسفيرة التراث السلطي ثائرة عربيات من بيت خيرات السلط والتي قالت نحن كمجتمع محلي نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا التي توارثناها من الاباء والاجداد وهذا مصدر فخر لنا
ونحن نحافظ على تراثنا في اللباس وإحياء الاكلات التراثية وتقديمها مجانا لاهل السلط وزوار المدينة ولدينا مشاريع مثل مهدبات الهدب وهو مشروع اهل الفتيات على تهديب الشماغ الاردني وكذلك احياء اللباس التقليدي السلطي.
وحول الألعاب التقليدية السلطية التقى العرموطي مدير سياحة البلقاء السابق الدكتور إبراهيم المصري الذي تحدث عن لعبة المنقلة الشعبية وقال هي لعبة متوارثة وهي لعبة نبطية ودخلت السلط قبل 400 عام مع العثمانيين ونعتز بادراج السلط على قائمة التراث العالمي لليونسكو وهذا يعطي قيمة تاريحية وسياحية لمدينة السلط ويجسد العيش المشترك بين ابناء المدينة الواحدة.
وشملت جولة المؤرخ العرموطي مدرسة السلط الثانوية التي هي أم المدارس الأردنية، والتي اقترن اسمها بتأسيس الدولة الأردنية، حيث لعبت دوراً بارزاً في الحياة العلمية والسياسية، وخرجت آلاف القياديين في مختلف المناصب السياسية والبرلمانية والقضائية والإعلامية والاقتصادية والفكرية.
تم تأسيس مدرسة السلط الثانوية في عام 1919، وكانت تأخذ في ذلك الوقت من بيوت أهالي المدينة مقرًا لها، إذ تنقلت من بيت الرهوان إلى بيت الحاج عبد الله الداود إلى بيت رشيد المدفعي ومن ثم إلى بيت فوزي النابلسي، وبعد ذلك تم بناء هذا الصرح العلمي على قمة تل الجادور، "وهو تل أثري يُقال إنه سُمي بهذا الاسم نسبة إلى جاد أحد أبناء النبي يعقوب عليه السلام"، ويقع إلى الجهة الجنوبية من السلط القديمة المطلة على وادي السلط من الجنوب، وعلى مدخل المدينة من الشرق وعلى الأحياء القديمة والحديثة من الجهات جميعها
قام الملك عبد الله الأول بن الحسين رحمه الله بافتتاح مبنى مدرسة السلط في عام 1923 وبواقع 17 غرفة للإدارة والتدريس. وباشرت المدرسة بطاقمها التدريسي والهيئة الإدارية مشوار الأعوام الدراسية مع بداية عام 1924، حيث تم إحضار المعلمين من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق، وتخرج أول فوج في عام 1925، وبلغ عددهم أربعة طلاب وهم : أحمد الظاهر، داوود عبدالرحمن تفاحة، عبدالرحيم الواكد، علي محمد عبد الله مسمار. وفي عام 1926 تخرج منها الفوج الثاني وعدده ثلاثة.
أما طرازها المعماري فيحاكي نمط العمارة العربية الإسلامية، من حيث تقسيم الأجنحة والغرف إلى الأشكال الدقيقة في تلوينات البلاط.
ويتشابه مبنى مدرسة السلط الثانوية في عمارته مع مباني نابلس، نظرًا للتمازج التجاري والسكاني بين هاتين المدينتين.
وشملت جولة المؤرخ عمر العرموطي برفقة الشيخ ذيب النسور مقام ومسجد النبي يوشع بن نون علية السلام ، الذي يقع على رابية من روابي مدينة السلط سميت باسمه عليه السلام "طف يوشع" على الطريق المتفرع من الطريق الرئيسي الذي يربط السلط بمنطقة زي و مثلث العارضة والغور ، وتبلغ مساحة الارض حوالي 2م4200.
ويتألف البناء القديم من غرفة المقام ومسجد صغير وهو بناء يرجع تاريخه الى العصر العثماني وقد روعي في المشروع الجديد المحافظة على البناء القديم ، وتم اعداد تصاميم هندسية كاملة لمبنى مسجد جديد يتلاءم وطابع العمارة الاسلامية للمساجد.
َوختم المؤرخ العرموطي جولته في مدينة السلط العريقة على اطلالتها الغربية التي تطل على فلسطين ومدينة نابلس والاغوار حيث تم اعادة تسمية شارع الستين بشارع القدس انطلاقا من اهمية القضية الفلسطينية للاردن وما قدمه من شهداء في القدس وكل المدن فلسطين.