بقلم المحلل الاستراتيجي الدكتور صالح لافي المعايطة / أبوظبي.
* ابدأ حديثي في هذا المقال وانا اعيش على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة منذ اكثر من 10 سنوات بشعور وانتماء المواطن لأنه هنا لا فرق بين المواطن والوافد في الحقوق والواجبات، وما سأقوله ليس من باب المجاملة ولا من باب التنظير ، وإنما من الواقع والواقعية التي نعيشها في هذه الدولة التي يتواجد على أرضها اكثر من 215 جنسية كلنا على مسطرة واحدة في الحقوق والواجبات والالتزام، ولسان حالنا يقول ان الفخر يفتخر بدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الحكيمة الرشيدة وشعبها الراقي خلقا وسلوكا وفكرا ...وقواتها المسلحة الباسلة .
* استطيع القول هنا ان قوة الدولة من قوة الروح التي تجعل منطق الجمع والطرح والقسمة وحتى الضرب...ليس هو المعيار لقياس القوة ..فعناصر القوة الوطنية التي تمتلكها هي قوة الارادة وحكمة القيادة والاهتمام بالعلم والمعرفة " الارادة القوية تجعل للقدمين أجنحة".
* استطيع القول ان قوة الدول لا تقاس لا بالمساحة ولا بالجغرافيا ولا بالموارد ولا بالسكان ....وإنما بالحضور والإنجاز والتأثير على الساحة الإقليمية والدولية....ولهذا دولة الإمارات لا تقبل الا بالرقم 1 عربيا واقليميا ودوليا....وكلمة مستحيل غير موجودة في قاموس الإرادة الإماراتية التي تعانق السحاب .
* دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى وبخطى ثابته ان لا يعتمد اقتصادها الوطني على النفط فقط فهناك تنوع اقتصادي في كل المجالات من خلال توظيف المعرفة والاقتصاد المعرفي فدولة الإمارات عانقت الفضاء وأرسلت مسبار الأمل إلى كوكب المريخ... وفيها أعرق وأحدث الجامعات والصناعات الدفاعية، وقبل عام اسست وافتتحت جامعة الشيخ محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط والاقليم.كما أنشأت جامعة عسكرية لمتابعة كل ما هو حديث في مجال سلاح المعرفة والفكر العسكري الحديث ، لأن دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة تؤمن بأن بناء وإعداد الدولة للدفاع يبدأ من إعداد وبناء الإنسان.
* دعونا نتوقف عند ما قالوه بناة وصناع الاتحاد منذ عهد الباني الشيخ زايد الخير رحمه الله وصولا إلى عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه...فماذا قالوا :
1.قال الشيخ زايد رحمه الله " ان الاتحاد يعيش في نفسي وفي قلبي واعز ما في وجودي ، ولا يمكن أن أتصور في يوم من الايام ان اسمح بالتفريط فيه او التهاون في مستقبله ".
2. قال سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة: " ان مناسبة قيام دولة الإمارات تذكرنا بحجم المسؤوليات الكبرى التي علينا أن نتحملها بجدارة المهارات الهائلة التي تقع على قواعد الاتحاد وتنطلق به نحو آفاق التطور لأنه طريقنا إلى المستقبل .
3. قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: " ان اتحاد دولتنا ونجاحها وتقدمنا لم يأتي من فراغ، ولم يحدث بالصدفة، فهو نتاج رؤية القيادة وعملها المخطط له والمنظم والواعي والمخلص والدؤوب الذي يتوخى رفعة الوطن وسعادة المواطنين".
4. قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: " ان يوم الثاني من ديسمبر من كل عام يمثل رمزا لكل القيم الوطنية الأصيلة التي نستلهم منها العبر والدروس ونتعلم منها كيف يكون الانتماء للوطن أسمى الغايات وكيف تكون التضحية من اجله والعمل على رفعته أنبل المقاصد".
* لقد كانت مباديء الخمسين هي خارطة الطريق السياسية والاقتصادية والاحتماعية والتكنولوجية والعلمية والنفسية والأخلاقية والتنموية للخمسين عاما القادمة بعد مرور 50 عاما على تأسيس الدولة في 2 ديسمبر/ كانون اول من عام 1971 وتاليا أهم المباديء العشرة لوثيقة الخمسين عاما القادمة :
المبدأ الأول.
الأولوية الرئيسية الكبرى ستبقى تقوية الاتحاد من مؤسسات وتشريعات وصلاحيات وميزانيات، وتطوير كافة مناطق الدولة، عمرانيا وتنمويا واقتصاديا، هو الطريق الأسرع والأكثر فعالية في ترسيخ اتحاد دولة الإمارات.
المبدأ الثاني.
التركيز بشكل كامل خلال الفترة المقبلة على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم. التنمية الاقتصادية للدولة هي المصلحة الوطنية الأعلى، وجميع مؤسسات الدولة في كافة تخصصاتها وعبر مستوياتها الاتحادية والمحلية ستكون مسؤوليتها بناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية والحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها خلال الخمسين عاما السابقة.
المبدأ الثالث.
السياسة الخارجية لدولة الإمارات هي أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا وعلى رأسها المصالح الاقتصادية لدولة الإمارات، هدف السياسة هو خدمة الاقتصاد وهدف الاقتصاد هو توفير أفضل حياة لشعب الإمارات.
المبدأ الرابع.
المحرك الرئيسي المستقبلي للنمو هو رأس المال البشري. تطوير التعليم، واستقطاب المواهب، والحفاظ على أصحاب التخصصات، والبناء المستمر للمهارات هو الرهان للحفاظ على تفوق دولة الإمارات.
المبدأ الخامس.
حسن الجوار أساس للاستقرار. المحيط الجغرافي والشعبي والثقافي الذي تعيش ضمنه الدولة يعتبر خط الدفاع الأول عن أمنها وسلامتها ومستقبل التنمية فيها. تطويرعلاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع هذا المحيط يعتبر أحد أهم أولويات السياسة الخارجية للدولة.
المبدأ السادس.
ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات هي مهمة وطنية للموسسات كافة. دولة الإمارات هي وجهة اقتصادية واحدة، ووجهة سياحية واحدة، ووجهة صناعية واحدة، ووجهة استثمارية واحدة، ووجهة ثقافية واحدة، ومؤسساتنا الوطنية مطالبة بتوحيد الجهود، والاستفادة المشتركة من الإمكانيات، والعمل على بناء مؤسسات عابرة للقارات تحت مظلة دولة الإمارات.
المبدأ السابع.
التفوق الرقمي والتقني والعلمي لدولة الإمارات سيرسم حدودها التنموية والاقتصادية، وترسيخها كعاصمة للمواهب والشركات والاستثمارات في هذه المجالات سيجعلها العاصمة العالمية للمستقبل.
المبدأ الثامن.
منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوة الإنسانةي واحترام الهوية الوطنية. وستبقى الدولة داعمة عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوة الإنسانية.
المبدأ التاسع.
المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظا. ولا ترتبط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة. والاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.
المبدأ العاشر.
الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركا أساسيا للسياسة الخارجية.
* ختاما نبارك لدولة الإمارات العربية المتحدة في عيدها الوطني الخمسين.....متمنين لها مزيدا من التقدم والازدهار والتطور والتميز في كل المجالات وان تحقق كل ما ورد في المباديء العشرة في ظل القيادة الرشيدة التي تهتم بالأرض والانسان ، والشعب الوفي الذي جسد كل معاني الولاء للقيادة والانتماء للوطن ...
"حمى الله دولة الإمارات العربية قيادة وحكومة وشعبا وجيشا.
بقلم المحلل الاستراتيجي الدكتور صالح لافي المعايطة/أبوظبي