كلمة واحدة ليست إلا، هي التي تجمع البشرية على ظهر البسيطة، كلمة واحدة ليست إلا هي التي تميز الانسان عن سائر الكائنات الحية وحتى عن البهائم هي " الإنسانية" نعم " الإنسانية "عندما خاطب الله سبحانه وتعالى رسوله قائلاً " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ".
الإنسانية قي وقتنا الحاضر تصرخ وتتألم في زمن انعدمت فيها جميع القيم والأخلاق، وأفضل وصف لحالنا هو(اللاإنسانية).
الطفلة المرتجفة بردا في مخيمات الذل والتشرد، ألم تهز وجدان العالم، ألم تخدش شرف الأمم إن وجدت. المرتجفة والتي أحرقت قلوب ساكني الخيم المكسوة بالثلوج من الزائر الأبيض بالنسبة لنا، لا بل هو زائر أسود عليهم ، هذا الزائر الذي نتبهج بقدومه للتمتع بالعطل وأكل الحلويات والمكسرات والبطاطا الحلوة وما لذا وطاب من الأكل والشراب وفوق أجسادنا جبل من الفرو والبطانيات بأشكال وألوان مختلفة.
أطفال فلسطين ومعاناتهم، أبناء العراق واليمن وليبيا ولبنان وسوريا.. والذين حرموا من أدنى متطلبات العيش الكريم. يصرخ اليتيم بأعلى صوته، ينادي أباه، ولكن لا رجوع لمن رحل.
أيها الراكعون والساجدون، أيها الشيوخ والكبار، أصحاب الكراسي وكبار البلد وأهل الدعاة والفتاوي، أين أنتم..
هل تعلمون أن الإنسانية أثقل من العبادات وأفضلها، هل تعلمون أن الإنسانية ليست صلاة ولا عبادة، بل هي رتبة ترتقي بها النفوس وتزكيها.
في الوقت التي تعلو جميع الأصوات في أرجاء الدنيا وتنادي بحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية، ويصرخ الجميع بأعلى أصواتهم، ولكن لا حياة لمن تنادي،
وما زالت الإنسانية في سبات ونوم عميق.
يصرخ المثقف خوفا من أن يسقط الناس في مستنقع الجهل ولكن دون جدوى
لا ينكر أحد أن عالمنا اليوم يواجه فسادا سياسياً واقتصاديا واجتماعيا وفكريا انعدمت به القيم والأخلاق، وكلنا قابلون للكسر.
هل نحن بحاجة إلى مؤتمرات دولية في "الإنسانية " ربما أولى عنوان لكل المؤتمرات.
ماذا حصدت لنا العلمانية والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والتطورات العلمية الهائلة والاختراعات، إذا فقدنا عنصر الإنسانية.
أليست الإنسانية بقيمها ومعانيها ومفرداتها تساعد البشرية العيش بسلام وانسجام أليست المسؤولة عن تطوير وترقية الأفراد وتُعزّز القيم الأخلاقية لديهم .فالبشر ليسوا بالجيدين بما يكفي التعاطف مع غيرهم من بني البشر..
أليست الحب في قلب المحبين الذين يشعرون بصوت الألم من نظرات عيون الأيتام والثكالى، وهي ذلك الإحساس الذي يُبين إنك لا زلت إنساناً.
إذا أردت أن تزرع مدى الدهر ازرع الإنسانية. لقد رأينا أسوأ وأفضل ما في الانسانية لذلك لم يعد فيها ما يفاجئنا
ليس المهم أن تعيش، ولكن الأهم أن تموت إنسانا كريما مكرّما.
هل نحتاج إلى المطالبة بعقد مؤتمر دولي عاجل وطارئ ونستصرخ به مجلس الأمن ، وجمعيات حقوق الانسان عنوانه " اعتنق الإنسانية" ثم اعتنق ما شئت من الأديان لضمان عدم اطلاق صواريخ الكراهية والمصالح والحقد والفساد على حساب الانسان والإنسانية.