على الأردنيين ان يدركوا تمام الإدراك أنهم يخوضون حرباً مفتوحة تشن عليهم وعبرهم على دول الجوار، وعليهم أن يتصرفوا على هذا الأساس ،لأن كل مافي بلدهم مستهدف بهذه الحرب، واول ذلك أبناؤهم وبناتهم شباب الوطن وصباياه.
وهذه الحرب التي تشكل فيها قواتنا المسلحة راس الحربة يسهر أبطالها على حدود الوطن لحمايته آناء الليل وأطراف النهار، وتحت لفح الشمس وقرص البرد، خطورتها انها ليست حربا تقليدية بين جيشين يتواجهان بالأسلحة، لكنها حرب من نوع آخر، وأسلحتها هي الأخرى من نوع آخر، ورغم أنها لا تسيل فيها الكثير من الدماء لكنها تحدث الكثير من الدمار، وقد انهت دولاً ومجتمعات دون أن تطلق عليها رصاصة واحدة، لكنها أغرقتها بالمخدرات ، وهو بالضبط ما يسعى أعداء الاردن لفعله، من خلال تكثيفهم لمحاولات تهريب المخدرات إليه وهو ما تُقدم الأرقام الدليل القاطع عليه، ففي عام ٢٠٢٠ صادرت قواتنا المسلحة ٩٥٢٢ كف حشيش للتضاعف الكمية المصادرة من الحشيش عام ٢٠٢١ إلى ١٧٨٧٨ كف حشيش، بينما تمت مصادرة ٦٦٤ كف حشيش خلال الثلث الأول من شهر كانون الثاني من هذا العام، يضاف إلى ذلك أن قواتنا المسلحة ضبطت خلال العام ٢٠٢٠ مليون وأربعمائة الف حبة من مخدر الكبتاجون لتتضاعف الكمية إلى ١٥ مليون ونصف المليون حبة خلال عام ٢٠٢١، والى مصادرة 5.5 مليون حبة في الثلث الأول من شهر كانون الثاني من هذا العام وهي أرقام تبرهن على أننا نتعرض لحرب منظمة تقوم عليها دول وتنظيمات استطاعت قواتنا المسلحة ببسالتها ويقضتها وتضحياتها تحطيم كل محاولات هذه القوى الغادرة لإغراق بلدنا ومن خلفه دول المنطقة في مستنقع المخدرات، ومازلت قواتنا المسلحة تقوم بواجباتها المقدسة خير قيام في مقاومة هذا الشر ولحماية بلدنا ودول العمق العربي من الغرق فيه، إننا واثقون بأن قواتنا المسلحة قادرة على مواجهة هذا الخطر من خلال قواها البشرية الأردنية المدربة والمؤهلة والمستعدة للشهادة، ومن خلال حُسن استخدام هذه القوى وتوظيفها للإمكانيات التكنولوجية والمعدات العسكرية المتطورة التي بين يديها لحماية حدود بلدنا وأمننا، واستقرار مواطننا الذي صار عليه أن يكون الرديف القوي لقواته المسلحة في مواجهة التهديدات المختلفة التي تواجه بلدنا وشعبنا، وأولها المخدرات وشريكه العضوي ممثلاً بالإرهاب وتنظيماته مدعومين بالإشاعات التي تسعى لتثبيط عزائم الأردنيين وتفتيت صفهم بعد تثبيط عزائمهم، مما يعني أنه صار لكل مواطن دوراً في هذه الحرب، وصار على كل أردني مخلص لبلده أن يحمي ظهر قواتنا المسلحة، من خلال تسلحه بالوعي أولاً، ومن خلال إمتناعه عن ترديد الإشاعات المغرضة ثانياً، والأهم من خلال تحصين أفراد أسرته وأولهم الشباب والصبايا ضد آفة المخدرات التي يسعى أعداء الاردن إلى الفتك بشبابه من خلالها.
كثيرة هي الشواهد على أن ما نتعرض له هو حرب منظمة، تقوم عليها دول ومنظمات وأبسط هذه الشواهد أن عصابات التهريب الموظفة في هذه الحرب تستخدم الطائرات المسيرة والأسلحة المتطورة ومنها صواريخ (R.b.j) ومنها أن هؤلاء المهربين يتقضون مبالغ طائلة على كل عملية تهريب، بالإضافة إلى مصاريف العلاج عند إصابة أحدهم، بالإضافة إلى تأمين صحي مدى الحياة، وكذلك رعاية أسرة من يقتل منهم، وكل هذه من مؤشرات عمل الدول، مما يستوجب علينا نحن أيضا أن نواجههم بعقلية الدولة التي تعمل كل أجهزتها بالتكامل والتوازي، وهو بالضبط ما تفعله قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وظل علينا نحن جميعا أن نرتفع إلى مستوى أداء قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية لننتصر في هذه الحرب المفتوحة.