2025-03-04 - الثلاثاء
أمسية علمية في عمان الأهلية حول المستجدات السريرية بطب الأسنان الترميمي nayrouz ورشة حول العنف الأسري وحقوق الطفل بالمزار الشمالي nayrouz الأحوال المدنية: توجه لإغلاق مكتب المعراض في جرش nayrouz عباس : قررنا إصدار عفو عام عن المفصولين من حركة فتح nayrouz زلزال بقوة 5 درجات يضرب جنوبي الفلبين nayrouz التمر "نعم سحور المؤمن" وشفاء ودواء وحصن من السم والسحر.. أحاديث نبوية nayrouz دعاء الصائم عند الإفطار له من الفضل العظيم nayrouz "شيطان السرطان".. دراسة: علاقة قوية بين السكر المضاف والملح الزائد والمرض الخطير nayrouz جلالة الملك يؤكد دعم الأردن للقضية الفلسطينية في القمة العربية nayrouz الملك : يؤكد رفض الأردن التام للتهجير nayrouz طواقم دفاع مدني غزة تنتشل جثامين 49 شهيدا nayrouz أبو الغيط: قمة اليوم حدث هام في تاريخ القضية الفلسطينية nayrouz وفاة طبيب التخدير مهند ابو غويله من مستشفى البشير nayrouz أكاديمية أردنية تفوز بأفضل ورقة بحثية في مؤتمر دولي لتصميم أنظمة المعلومات nayrouz الرئيس المصري: معاهدة السلام نموذج لتحويل الحرب إلى رخاء nayrouz أسرة نيروز الإخبارية تهنئ الزميل ضياء عبندة في عيد ميلاده nayrouz بدء أعمال القمة العربية غير العادية في مصر بحضور جلالة الملك nayrouz "ترشيح 4000 طالب لقروض بدل المستنكفين في الأردن" nayrouz مشروع البيان الختامي للقمة العربية: دعوة لمسار سياسي وتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة nayrouz الأردن يواجه فلسطين في تصفيات كأس العالم 2026 nayrouz
وفيات الاردن اليوم الثلاثاء الموافق 4 اذار 2025 nayrouz الشاب يزن صالح عبدالله أبو رمان في ذمة الله nayrouz عبدالله البنيان الحجايا " ابو سليمان "في ذمة الله nayrouz مجلس الأعيان ينعى الزميل الشاب محمد خميس اللوزي nayrouz فيصل مشهور ماجد السطام الفايز في ذمة الله nayrouz منصات التواصل الاجتماعي في الأردن تتوشح بالسواد حزنًا على وفاة الشيخ عايش الحويان nayrouz الحزن يخيم على منصات التواصل الاجتماعي في الأردن إثر وفاة "عمر عتمة" nayrouz وفيات الاردن اليوم الاثنين 3 اذار 2025 nayrouz وفاة الشاب محمد خميس اللوزي أثر نوبة قلبية حادة nayrouz الحاج الشيخ عايش الحويان" في ذمة الله nayrouz احمد عواد الشموط " ابو جلال" في ذمة الله nayrouz وفاة الملازم هارون النعيمات في حادث سير مؤسف nayrouz محمد خالد سالم الرقاد " ابو عبدالله" في ذمة الله nayrouz وفاة الحاج محمد سلامة أثناء تلاوة القرآن فجرًا nayrouz وفاة الشابان هارون و خالد " النعيمات " بسبب حادث سير nayrouz وفاتان و3 إصابات في حادث تدهور مركبة على الطريق الصحراوي nayrouz رئيس هيئة الاركان المشتركة ينعى العميد الطبيب المتقاعد فتحي عدس nayrouz وفيات الأردن اليوم الأحد 2 مارس 2025 nayrouz وفاة الحاجة الفاضلة جوازي نوفان الدوجان الخزاعلة nayrouz وفاة عبدالسلام عارف المجالي (أبو محمد) nayrouz

نقاشات النخب في الأردن

{clean_title}
نيروز الإخبارية :



د. رائد العدوان



عندما خاطب جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى الطبقة السياسية والاقتصادية عبر "الأوراق النقاشية”، كانت تلك الأوراق جرس تنبيه يشير إلى وجود خلل في طريقة إدارة نخبنا للشأن العام من جهة، وردا على وجود حاجة داخلية لإحداث تغيير في أداء هذه النخب داخل جهاز الدولة وسلطاته التنفيذية والتشريعية والقضائية من جهة أخرى؛ وتأكيدا على أهمية أخذ مصالح المواطنين واحتياجاتهم بعين الاعتبار ونحن نرسم السياسات العليا للدولة سياسيا واقتصاديا، وطلبا واضحا بضرورة أن تتم هذه التعديلات والإصلاحات عبر ضخ دماء جديدة في دواليب جهاز الدولة وسلطاتها الثلاث، وتحديدا عبر رفع القيود المفروضة على فئتي الشباب والنساء، والتي تحول دون وصولهم إلى مناصب القرار، وتعويض هذا التغييب بإسناد بعض المناصب العليا التكنوقراطية لهذه الفئة، لزوم "تجميل” المشهد، فقط لا غير!!

ولأن نخبنا الإدارية والسياسية والاقتصادية أضاعت الفرصة، ولم تقم بترجمة "ترحيبها” المعلن بالأوراق النقاشية إلى إجراءات ملموسة، تسهم في التغيير الإيجابي للأوضاع في بلدنا، وتزيد منسوب الرضى عند المواطنين، وترفع درجة التفاؤل بمستقبل أفضل عند غالبيتهم، كان لزام أن ينتقل جلالة سيدنا إلى مستوى أعلى من التنبيه والتوجيه، عبر تكليفه للجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، التي اجتهدت في تنفيذ التكليف الملكي، وخرجت بخلاصات ومقترحات تتناسب مع تنوع انتماءات أعضائها السياسية والفكرية والمناطقية، وأعمارهم وخلفياتهم المهنية. صحيح أن نتائج عملهم لم تكن مثالية، لكن يمكن القول أنها تشكل أرضية مناسبة لتامين انتقال بلدنا من منطق إدارة المئوية الأولى، إلى منطق إدارة المئوية الثانية، وذلك وفق مراحل مدروسة ومتدرجة، تؤمن سلاسة هذا الانتقال، بحيث نستطيع، خلال عشر سنوات كحد أقصى، أن نقول بأننا نجحنا في تأمين دخول بلدنا إلى مئويتها الثانية بطريقة تجنبها الاضطرابات والعمل تحت ضغط الجماهير والزمن، كما حصل عند معظم الدول العربية، لاسيما المحيطة بنا، وهو ما نشاهد نتائجه الملموسة بأعيننا!

أسوق هذه المقدمة التي نعلمها جميعا من أجل الدخول في صلب ما أود قوله، الذي هو باختصار مجرد تعليق بسيط على أجواء النقاش الذي تخوضه نخبنا الآن، في صالوناتها السياسية، اجتماعاتها الرسمية، وكواليس اتصالاتها التنسيقية، التي تستعد خلالها لما هو آت من استحقاقات. ورغم وجود الكثير مما يقال، إلا أنني سأكتفي بنقطة واحدة تتعلق بمحاولات هذه النخب لـ "تفريغ” بعض المفاهيم السياسية والاقتصادية التي استقرت في أدبيات علم السياسة والاقتصاد والإدارة من محتواها، دفاعا عن ” خصوصية أردنية ” مفترضة !! حيث إن محاولة إعادة تعريف مفاهيم الديمقراطية، والمواطنة، والهوية الجامعة، والمشاركة الشعبية، والانتخابات النزيهة، وغيرها من المصطلحات، بطريقة تحرفها عن مفهومها الأصلي، بذريعة أننا نحاول وضع وتبني "نسخة أردنية” من هذه المفاهيم، هي جهود عبثية وخطيرة، لأسباب عدة، أكتفى بذكر اثنين منها: أولها أنها ستفاقم الأزمات التي وجد هذا النقاش أصلا من أجل تجاوزها، وستضيف "فوائد” مكلفة على تأخير دفع "فواتير الإصلاح” الذي ينتظره الناس، الأمر الذي يهدد بارتفاع تكلفة هذا الإصلاح بشكل كبير. وثانيها أنها تشكل ستارا لمحاولة احتفاظ نخب المئوية الأولى بجميع مكتسباتهم، بمنطق إدارتهم للدولة، وسيطرتهم على مفاصل إدارة الدولة، عبر توريث هذه السيطرة لأبنائهم وتلاميذهم ومحاسيبهم، وبالتالي "معاكسة” دعوات جلالة سيدنا لإحداث تغيير حقيقي، على الرغم من ترحيبهم الظاهر بها!!

إن خوض نقاش، بعد مرور عقدين من الألفية الثالثة، حول خطورة أو أهمية "الهوية الجامعة” هو في أحسن الأحوال نقاش عبثي في البديهيات، وفي أسوأها عبث خطير في مكونات الوحدة الوطنية والنسيج المجتمعي الأردني المتنوع والغني، وهدما لأبسط مفاهيم العالم عن "المواطنة”!! كيف يمكن لأحد أن يأتي بعد مئة سنة من تأسيس الأردن ليدافع عن أن هويته الوطنية تخص أحد مكوناته ولا تشمل باقي شركاء الوطن ممن يختلفون في الديانة أو الأصول أو المناطق ؟! وكيف يمكن لمواطنين يعتبرهم الدستور والقانون سواسية أمامه ومتساوون في الحقوق والواجبات، أن يصنفهم أحد درجات (أولى وثانية وثالثة) ويرتب على تصنيفاته تفاوتا في الحقوق والواجبات، في وقت تمنح الدول الكبرى في عالم اليوم جنسيتها، وبالتالي، اكتساب صفة "المواطنة” لمن أمضى فيها خمس سنوات من الإقامة، أثبت خلالها مساهمته الإيجابية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلد ؟!

كيف يستقيم لدى البعض الدفاع عن حياة سياسية سليمة في البلد في غياب حياة حزبية قوية وصحية ؟! بل والمضحك المبكي، أن هناك من يناقش في مشروعية تمكين الأحزاب من تشكيل حكومات حزبية (ائتلافية بالضرورة)، ويتوقع بالمقابل أن تزيد "المشاركة الشعبية”، وأن يهب المواطنون للمساهمة في الانتخابات والانضمام للأحزاب والتصويت في الانتخابات التشريعية والمحلية ؟! نفهم أن نتدرج في تمكين الأحزاب من إدارة حياة سياسية سليمة في البلد بجانب الفاعلين الآخرين، وذلك عبر التدرج في منحها حصة من مقاعد البرلمان، بطريقة تتيح تأسيس أحزاب جديدة ومنحها الفرصة حتى تقوى ويشتد عودها، وتمنع هيمنة الأحزاب القديمة منفردة على مجلس النواب، لكننا نفهم أيضا أن أفق حياة سياسية مبنية على أحزاب حقيقية وقوية، تتنافس على كسب ثقة الناس بطريقة حرة، في انتخابات غير مطعون في نتائجها، وفق برامج عملية بعيدة عن الشعبوية والخطابات الرنانة، هو الأفق الذي نسعى للوصول إليه، وليس أي شيء آخر !!!

وفي هذا السياق، من المهم أيضا التنبيه إلى خطورة محاولة تجريب ما سبق تجربته وفشل. فذاكرة الناس من المتانة بحيث تورث الحذر من التجارب الفاشلة لأبنائها الذين لم يعايشوا هذه التجارب، وهو ما يصدق أيضا مع تجارب النجاح التي جربت وحالفها التوفيق قبل أن تجهض، وهو ما يفسر حنين الناس المتوارث "لأمجاد” أباء وأجداد عاشوا تجارب ناجحة في سياق تاريخي وحقب زمنية ماضية! بل إن محاولة تمرير "سياسات فاشلة” بعد إجراء تعديلات شكلية تجميلية عليها، لن تنجح في إخفاء أصولها أو هوية من يقف خلفها، وسيكون موقف الناس منها أكثر حدة، كونها تمثل محاولة "لاستغباء” عقول الناس، وإعادة تسويق "منتجات” سبق للناس رفضها وهي جديدة، فما بالك وهي "مستعملة”؟!

إن استمرار هذا النقاش والجدل في البديهيات، من أجل إيجاد انطباع بوجود "حركة” في المشهد السياسي والاقتصادي، هو جهد عبثيّ وعدميّ، شبيه بجهد ذلك الذي يضع في "الشكوة” ماء بدل الحليب، ويحاول أن "يمخضه” بهدف استخراج "الزبدة”، متجاهلا أن الاستمرار في مخض الماء لن يخرج زبدة، حتى لو استمر في مسعاه أياما وشهورا بل أعواما، لا مجرد ساعات!!

إن المخرج الوحيد أو لنقل الأنجع للخروج من هذه النقاشات العبثية والاستقطاب الخطير، يتمثل في ارتقاء جميع النخب من مختلف المشارب والتوجهات إلى مستوى "اللحظة الوطنية”، وبالتالي الاعتراف "بدون مواربة” بمصيرية وضرورة تأمين الانتقال الهادئ إلى أردن المئوية الثانية، وما يتطلبه ذلك (على سبيل المثال لا الحصر) من قيادات شابة وحضور واضح للنساء؛ أحزاب حقيقية وقوية وأجواء حياة سياسية سليمة؛ انتخابات غير مطعون في نتائجها تحميها مشاركة شعبية واسعة؛ سياسات اقتصادية موجهة إلى تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وليس إلى زيادة جذب الاستثمارات الخارجية ورصيد البنك المركزي من العملة الصعبة!! (وهذا موضوع مقال آخر)، نظام تعليم يركز على تمكين الناس من كسب قوتهم بشرف، لا على مجرد الاستجابة لاحتياجات القطاع الخاص؛ معايير واضحة لإدارة الشأن العام ومحاسبة كل من يتسلم مسؤولية فيه؛ منظومة قوانين تحمي الحرية الشخصية وتحصّن الحقوق الفردية للمواطنين؛ وغيرها من المجالات التي نجحت الأنظمة الديمقراطية في العالم الحر في توفيرها لمواطنيها بدرجات متفاوتة.

إن بناء مئوية ثانية هي مهمة عظيمة تحتاج إلى تضافر جهود جميع أبناء وطاقات الوطن، داخل وخارج الأردن، بدون إقصاء أو تمييز، لأنها مصلحة آنية ومستقبلية لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا. وهكذا، فالاختبار الأبرز لنخبة المئوية الأولى، هو قدرتها على تسليم المشعل وإفساح الطريق لجيل وعقلية وقوانين ومؤسسات وسياسات المئوية الثانية! إن وهم القدرة على فرض فلسفة ومنهج إدارة الشأن العام في المئوية الثانية، بالطريقة التي أديرت بها المئوية الأولى، من شأنه أن يضع خاتمة سيئة لمسار ناجح في كثير من مفاصله، لكنه، ببساطة، لم يعد قابلا للاستمرار، لتبدل الازمان والأحوال والمهام والاستحقاقات. فهل يلتقط هذا الجيل الإشارة، ويعزز صورته الوطنية النقية في ذاكرة جيلي وجيل أبنائي من بعدي، ويجنب بلدنا ما يمكن أن يترتب -لا سمح الله- على اختياره العناد والمكابرة؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة، وللحديث صلة!

هلا اخبار 
whatsApp
مدينة عمان