هاجم الأزهر الشريف المسلسل المصري "فاتن أمل حربي"، محذرا من الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وتشويه صورة رجل الدين.
وأصدر مركز الفتوى التابع للأزهر الشريف، اليوم السبت، بيانا شديد اللهجة، قال فيه: "إن تعمد تقديم عالم الدين الإسلامي بعمامته الأزهرية البيضاء في صورة الجاهل، الإمعة، معدوم المروءة، دنيء النفس، عَيِي اللسان -في بعض الأعمال الفنية- تنمر مستنكر، وتشويه مقصود مرفوض، لا ينال من العلماء بقدر ما ينال من منتقصيهم، ولا يتناسب وتوقير شعب مصر العظيم لعلماء الدين ورجاله".
وأضاف الأزهر: "لا كهنوتية في الإسلام، ولم يدع أحد من الأئمة والفقهاء العِصمة لنفسة على مرِ العصور، بل كلهم بين ما رآه حقا وَفق أدوات العلم ومعايير التخصص على وجه الإيضاح، لا الإلزام، ونسبة هذه الأوصاف الشائنة للعلماء تدليس، ووصاية، وخلط متعمد يهدف إلى تشويههم، وإسقاط مكانتهم ومقامهم، كما يهدف إلى تشويه مفاهيم الدين الحنيف وتفريغه من محتواه".
وأكد على أن "الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وتحريف معانيها عما وضعت له عمدا، وعرض تفسيرات خاطئة لها على أنها صحيحة بهدف إثارة الجدل، جريمة كبرى بكل معايير الدين والعلم والمهنية، وتنكر صارخ للمسلمات".
وشدد الأزهر على أن "السنة النبوية الصحيحة ثاني مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي له، وأولى أدوات فهمه واستنباط أحكامه، التي دل القرآن على اعتبارها وحيا إلهيا من قول سيدنا رسول الله ﷺ وفعله وتقريراته، ومحاولة تهميشها وتنحيتها؛ محاولةٌ لهدم عِماد من عمد الدين، واعتداء مرفوض على مكانة صاحب السنة سيدنا ومولانا محمد".
وأثار مسلسل "فاتن أمل حربي" جدلا كبيرا منذ عرض حلقاته الأولى، بسبب رفضه قانون الأحوال الشخصية، وإظهاره لرجل الدين "بصورة غير لائقة"، من وجهة نظر الأزهر.
وتدور أحداث المسلسل حول امرأة، تلعب دورها الفنانة نيللي كريم، تتقدم بـ14 قضية أحوال شخصية، وتتهم القانون بأنه لا ينصف المرأة.