في الثامن عشر من نيسان من كل عام تحتفل دول العالم بيوم التراث العالمي وهواليوم الذي حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية الـ ICOMOS)) وبرعاية من منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي , والاردن من الدول التي تعطي هذا الحدث الاهمية اللازمة وتشارك دول العالم احتفالاتها في كل عام لان الاردن من اكثر دول العالم المترعة بالتراث الانساني بكافة اشكاله .
الاردن لديها ستة مواقع تراثية على قائمة التراث العالمي وهي " البترا، وقصر عمرة ، وأم الرصاص، ووادي رم ، والمغطس ، ومدينة السلط " , وهناك 14 موقعا على القائمة التمهيدية حسب تصريح وزير السياحة والاثار مؤخرا منها ما تم الانتهاء من اعداد ملفه وسيتم تسجيله كموقع تراث عالمي قريبا , ومنها ما زال قيد العمل والانتهاء منها سيكون ضمن اطار زمني محدد بمتابعة واشراف من مختصين من الجهات المعنية , والهاشميون ومنذ بداية تأسيس الدولة الاردنية في عام 1921 وحتى يومنا هذا , ابتداء من عهد الملك المؤسس عبدالله الاول وصولا الى عهد الملك المعزز جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين , وضعوا نصب أعينهم الحفاظ على التراث الانساني الاردني المادي والمعنوي وكل ما خلفته او ورثته الاجيال السابقة للحالية من اثار وادب وعلوم .
محافظة اربد مترعة بالتراث الانساني المادي والمعنوي ,وتتمتع باهمية كبيرة على المستوى المحلي والعالمي جعلتها نقطة جذب سياحي لا نظير له, حيث يعود تاريخ مدينة اربد الى حوالي خمسة الاف عام قبل الميلاد , ابتداء من العصر البرونزي ويليه العصور اليونانية و الرومانية والبزنطية وصولا الى العصر الاسلامي , وهي تزخر بالمواقع الاثرية التي ما زالت شاهدة على عراقة الماضي واهمها مدن تحالف الديكابولس العشرة وهي : موقع ام قيس الاثرية " جدارا " , وموقع قويلبة الاثرية " ابيلا " , وموقع اربد " ارابيلا ", وموقع طبقة فحل "بيلا " , وموقع بيت راس الاثري " كابتيولياس " موقع تل الحصن الاثري , وموقع يعمون الاثري , وفي موقع ام قيس اكتشف " نفق الديكابوليس " وهو اطول نفق مائي بالعالم بطول 140 كيلو متر , واهم اكتشاف اثري في الاردن , بالاضافة الى العديد من الشواهد الاثرية والتاريخية الدالة على عراقة الماضي والتاريخ , و اربد هي مكنز ومتحف للتراث والمعالم التراثية القديمة التي تعبر عن تاريخ اربد القديم , رغم تلاشي اجزاء منها , الا ان جزءا كبيرا منها مازال شاهدا على عراقة الماضي , والبيوت التراثية تشكل نموذجا فريدا للفن المعماري في تلك الفترة , ففيها مدينة ام قيس التراثية, ومتحف اثار اربد , ومتحف التراث الشعبي , ومتحف دار السرايا , وسور اربد القديم , وفندق الملك غازي , ومدرسة اربد التجهيزية , ودار النابلسي , وسوق الصاغة القديم , وقصر الملكة مصباح , وبيت عرار , وبيت الشريف ، وبيت اربد التراثي " كريزم " , وتل اربد التراثي , ومسجد اربد الكبير , والمسجد المملوكي القديم والعديد من المساجد التراثية المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة , واربد تزخر بالكثير من المعالم الدينية التاريخية الاسلامية والمسيحية الشاهدة على تاريخها , ففيها كهف السيد المسيح " النبي عيسي" في ام قيس و بيت ايدس وكنيسة المسيح في بيت ايدس وكنيسة ام العمد في حرثا , و كنيسة الروم الأرثوذكس في الحصن , وكنسية الرفيد الكاثولوكية , ومعظم مناطق المحافظة لا تخلو من وجود صروح و شواهد وبقايا اثار اسلامية ومسيحية . اما التراث الانساني المعنوي فما زال متداولا ويحظى بقبول شعبي في محافظة اربد , حيث ما زالت العادات والتقاليد والقيم المختلفة لها تاثير كبير في تعاملاتنا في مختلف مناحي الحياة , فالحكايات والرويات القديمة والادب والشعر والغناء والموسيقى والاهازيج والدبكات والفنون التشكيلية ما زالت تسيطر على المشهد الثقافي في الدواوين والمضافات .
ان التراث الانساني المادي والمعنوي له اهمية كبيرة في حياة الامم و الشعوب، لانه يمثل الهوية الحقيقية التي تميز الشعوب عن بعضها البعض على امتداد كوكب الارض , فلكل شعب تراثة الخاص به ماديا ومعنويا ويسعى الجميع للحفاظ عليه في ظل تاثيرات العولمة التي اصبحت تشكل مصدر خطر على الهوية الثقافية والاجتماعية وخاصة الشعوب العربية والاسلامية , وهذه المناسبة العالمية فرصة حقيقية تذكرنا جميعا افرادا ومؤسسات بضرورة الاهتمام بالتراث الانساني المادي من مواقع اثرية وتراثية ومقتنيات , والمعنوي من ادب وعلوم وعادات وتقاليد وحكايات وفنون تشكيلية وموسيقية وغيرها , والحفاظ عليها وتقديمها للاجيال القادمة بأفضل صورة لتكون شاهدا لهم على عراقة الماضي واصالة التاريخ , وكذلك تثقيفهم تو توعيتهم للحفاظ عليها لضمان استدامة هذا التراث الاردني الاصيل الذي نفتخر ونفاخر الدنيا به , ولتبقى الاردن في مقدمة دول العالم التي يشارلها بالبنان في الاصالة والتاريخ .