من فكر في سن قانون يعاقب الشخص الذي يحاول الانتحار بعقوبة الحبس والغرامة نظر فقط إلى زاوية واحدة تؤكد قصر نظره وتواضع تفكيرك، وهي أن المنتحر يحاول تحويل قضيته لقضية رأي عام وابتزاز الجهات المسؤولة بحل المشكلة، التي غالبا ما تكون تأمين فرصة عمل، هم لا يريدون أن يسمعوا من شخص مطالبة أو مظلمة ما، فهذا يزعجهم ويحرجهم.. و بذلك أغفل من سن القانون وفكر به كل أسباب الانتحار التي تدخل في أبواب كثيرة من الإضطرابات النفسية، وعدم التوازن والإحباط والإكتئاب وقد تكون نتيجة أمراض وراثية وغيرها مما يستطيع تزويدنا به أي مختص في مجال الطب النفسي.
ورغم أنه قفزوا عن الأسباب المؤدية للإنتخار في الأردن - عدا انتحار الرفاهية - كان على المشرعين المتسرعين أضعف الإيمان عرض الشخص على الطب النفسي والذي قد يحتاج لعلاج لايحل عبر السجن والتغريم وزيادة الطين بله.
حالات كثيرة قد يرفع بها القلم عمن يواجهة حالة يأس، على سبيل المثال يرى علماء الدين أن الإنسان الذي يتعرض لصدمة قوية كموت أحد والديه أو أولاده ويقوم بالتلفظ بكلمات تدخل في باب الكفر وإنكار الذات الإلهية أثناء تلقى الخبر، وذلك ما شاهده وسمعه بعضنا في تلك الحالات يرونه في موقف يعتبر رفع عنه القلم ، فهل لو عدنا بعد ثلاثة أيام وسألناه هل انت مصر على ما قلت، ستجده يستغرب ويستغفر ويستعذ من الشيطان الرجيم على ما فعل وقال... اعتقد أننا نستطيع قياس نفس الوضعية على من يقدم على فعل الانتحار او محاولة القيام والتلويح به.