القدس دائماً حاضرة في قلب ووجدان الهاشميين وقلوبِ كلِّ الأردنيين. وفي دعوة الأفطار الملكية الرمضانية ليلة أمس الإثنين ثاني أيام عيد القيامة المجيدة وفي العشر الآواخر من شهر رمضان الفضيل تَمَثّلَ حضورُها البهي بحضور ممثلين عن كنائسها ومساجدها وأوقافها وتاريخها وعروبتها وتراثها وعبقها ومقدسييها وعلى رأسهم كنيسة القيامة والمسجد الأقصى المبارك.
فالإعتداءات الصارخة على المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان الفضيل والتضييق على المصلين مسلمين ومسيحيين في محاولة بائسة لتغيير طابع المدينة والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها منذ عام 1852 لم يعد محتملا ولا مقبولا، فللقدس مكانتها وقدسيتها، ولمقدساتها المرتبطة بالعقيدة الدينية أهمية كبرى يصعب إنفكاكها، ولن يُسمح لا بالتقسيم المكاني ولا الزماني للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف الذي هو حصري للمسلمين ولا يجوز العبث به أو تغيير معالمه أو فرض واقع جديد لا يتماشى مع الوضع القائم لأنه يمسّ بالمكان وبارتباطه بعقيدة المؤمنين وممارسة شعائرههم الدينية. كذلك لا يجوز الإعتداء على الأوقاف أياً كانت وعرقلة وصول المصلين مسلمين ومسيحيين إلى البلدة القديمة في مناسباتهم الدينية للإحتفال بها ومن غير قيود أو عراقيل بحجج وذرائع أمنية، فعلى مدى الأزمان والقدس تعّج بالمصلين الذي يملئون شوارع وأزقة المدينة المقدسة ويحييون إحتفالاتهم التي يتطّلع العالم إليها وتشد أنظهارهم لها.
ومن منطلق مكانة القدس العظيمة والوصاية الهاشمية التاريخية والقانونية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها وارتباط الهاشميين فيها باعتراف دولي يجد الأردن نفسه في خندق الدفاع عن القدس ودعم صمود أهلها وحماية ورعاية مقدساتها واستخدام كل الطرق الديبلوماسية والسياسية والقانونية للحفاظ عليها من أي تغيير والمحافظة على طابعها وهويتها لتبقى مفتوحة للجميع ورمزاً للأخوة والوئام والسلام الذي لن يتحقق إلا بإحترام قدسيتها وطابعها والوضع القائم فيها ودور الأردن المحوري والأساسي في رعاية مقدساتها الإسلامية والمسيحية الذي وصفه رجالات القدس وسدنتها وممثليها بأنَّه صمام الأمان للقدس وللمقدسات لما يتمتع به الهاشميون من مكانة عربية وعالمية في الوئام والحوار الديني والإنفتاح والعمل للتوصل إلى حلول بالطرق السلمية والديبلوماسية.
لذلك فالأردن كان وسيبقى السند الحقيقي الداعم للشعب التوأم الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، والإستمرار في حمل المسؤولية والأمانة في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والعمل على التهدئة وعدم تكرار تلك الإنتهاكات والتصعيد وصولاً إلى الحل السياسي في تحقيق الدولة الفلسطينية على الرابع من حزيران لعام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.