لعل التعرف على الإرث الحضاري والثقافي والتاريخي للمكان، رغم أهميته، لا يكون بمنأى عن دعم الحركة الفنية والقدرات الإبداعية لدى الشباب الأردني، وفهم حقوقهم وممارساتهم في الحياة العامة.
من تلك الأهمية والرؤية القائمة على إتاحة الفرصة أمام الأجيال القادمة للتفاعل والتواصل مع أهل الخبرة والمعرفة وتبادل الآراء وفهم احتياجاتهم وما يرنون إليه في المستقبل، وتحديد مدى وجود العنصر الثقافي في صلب القرار الاقتصادي والموازنة العامة للدولة، ارتأت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) عقد جلسة حوارية مع اللجنة الثقافية في شبكة شباب النهضة التابعة للمنظمة في مقهى النهضة في قلب العاصمة الأردنية عمّان، يوم الثلاثاء 26 نيسان/ أبريل 2022.
وبحث الشباب في الجلسة التي جاءت نتيجة حوارات مع اللجنة، دور ارتفاع الضرائب وقلة الاستثمارات في المشهد الثقافي وتأثير الحالة الاقتصادية على الحالة الثقافية، إضافة إلى فرص تحسن السياحة والاستثمار، ما سينعكس على الحركة الثقافية والفنية والإقبال على السلع الفنية وتعلم الموسيقا وغيره، متسائلة في هذا السياق "هل الاقتصاد الأردني بخير؟ ثم هل يجب أن نقلق من التصريحات الأخيرة للمسؤولين؟".
وشهد مقهى النهضة الواقع بين الدوارين الأول والثاني، إحدى مبادرات منظمة النهضة العربية (أرض) حوار تفاعلي بين أعضاء اللجنة والخبير الاقتصادي والخبير الاقتصادي والوزير السابق للشؤون الاقتصادية، د. يوسف منصور، حول "علاقة الثقافة والاقتصاد"، على مائدة الإفطار التي أشرف على تحضيرها المطبخ الإنتاجي في مقهى النهضة، وكذلك تعريفهم بأهداف ومعالم المقهى.
ورأى منصور أن التدريب النوعي للشابات والشباب ليصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم، يحسن الجانب الاقتصادي للدول ويزيد من إنتاجها واعتمادها على ذاتها، معتبراً أن الصناعات الإبداعية مثل الأفلام والشعر والرواية والإنتاج الموسيقي التي تنمو بسرعة في كل أنحاء العالم، ما تزال في بلادنا تسير بشكل بطيء.
وأكد حاجتنا لتنمية هذه الصناعات والأفكار الثقافية والفنية والموسيقية، مبيناً دور الحكومة "المهم" في بناء الاقتصاد وتحسين الجوانب المادية واللوجستية للشباب، فمن دون الالتفات لقضايا الشباب لا يمكن لاقتصاد البلد أن يكون متكاملاً.
بدورها، أوضحت المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية (أرض)، سمر محارب، أن مقهى النهضة الذي سيتم افتتاحه في صيف هذا العام، هو نتاج الشراكة بين القطاع الخاص والمجتمع المدني، والهدف منه مساعدة المؤسسات المدنية في إيجاد مصادر دخل ذاتية تضمن استدامتها واستقلاليتها.
من جهته، أكد منسق اللجنة الثقافية في الشبكة، الفنان والموزع الموسيقي سبيرو جلدة، على أن شبكة شباب النهضة والتي تعمل تحت مظلة النهضة العربية (أرض)، تهدف إلى أن تكون منبراً لتوحيد جهود الشباب العربي الذي يؤمن بالتغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي.
وعن أهمية إيصال أصوات الفنانين للدولة وإقناعها بدعم الأنشطة الفنية والثقافية، وخصوصاً المهرجانات الموسيقية، أشارت الشابة لما حزبون إلى أن ذلك يستدعي من الجهات الفنية امتلاك القدرة على المطالبة بحقوقهم.
وفيما يخص الدراما الأردنية، فيجد عضو اللجنة، عبد الهادي الركب، أنها أصبحت" أقل من المستوى المرجو" في الفترة الأخيرة، مؤكداً ضرورة إفساح المجال أمام المبدعين الشباب والأخذ بأيديهم نحو الدراما والسينما لكي يستطيعوا المنافسة عربياً.
وقال العازف الموسيقي، ماهر حنحن، "كعاملين في الموسيقا والفن نصطدم دائماً بالوساطة لإنجاز المشاريع الثقافية والموسيقية"، مطالباً، الحكومة ونقابة الفنانين، بضرورة تبني مشاريعهم وفهم احتياجاتهم.
بينما اعتبرت المذيعة، يارا جوبان، أن "هناك مشكلة كبيرة تواجه الموسيقيين، تتمثل بمحدودية تسليط الضوء عليهم في المقابلات الإذاعية والتلفزيونية"، ما ينعكس سلباً على إيصال أصواتهم ومطالباتهم لأصحاب القرار.
اليوم؛ على النقابات والقطاع خاص والحكومة والمجتمع المدني التركيز على دعم المشهد الثقافي والفني في المملكة، ليصبح أكثر تنظيماً ورافداً للاقتصاد الوطني، مع أهمية تشجيع الاستثمارات في البنية الثقافية.