من جديد نطالع درساً في البيت الهاشمي الذي يحتضن القدس ورسالتها والمقدسات. نلتقي في بيت صاحب الوصاية بالأمس على مائدة افطار ملكية في ظلال رمضان المبارك. وفيما نعيش الفصح، ومن وسط فرح القيامة وقد خرجنا للتوّ من صومنا الأربعيني، نلبي نحن المسيحيين الدعوة الكريمة مع أخوتنا المسلمين لنتقاسم دوما الخبز والملح
في المشهد كثير من الملامح. إنه لقاء حول القدس وللقدس. فرح الفصح والعشر الاواخر في موسم البر والطاعة والوئام. فيه تجمعنا تجليات الطاعة والتقوى، وفيه يلتمع في العيون والقلوب نور تمجيد الله تعالى. فنتقرب من بعضنا البعض. وكما في كل لقاءات القداسة، تكون القدس وكرامة حجارتها وفضائها وأرواح المؤمنين حاضرة.
في بيته الرحب، كنا في ظلّ عبدالله مع الأهل الآتين من قدس التوحيد والتاريخ والدم العربي والوطن. نحن معهم في السراء والضراء. معاً نتقاسم الرغيف، ونواجه كُلّ وباءات الشرّ وخبث البغضاء. ومن نافذة حدث فصح القدس ومن أجواء رمضان، أرى مهابة كلّ الطائعين في مدينة الصلاة والخلاص، فأُحِبُّهم.
ومكانة القدس وصمودُ أهلِها وحريتُها وقداستُها لا يدرك كنهها، ولا تَعْظُم إلا في عيون الأنقياء والأتقياء.
وفي المشهد حكمةٌ قيادة هاشمية طوّعت الجغرافيا وكرّست (فقه) نهر مبارك يجمع الضفتين.
نعم.. فالملك والنهر يوحّدان الضّفّتين.
وفي المشهد نرى كيف تظل قدسنا الارض والسماء والتاريخ بوصلة كل المواقف والقرارات والاجراءات التي تقوم بها عمان الوفية بطبعها.
وفي المشهد عماننا التي لا تقبل تطبيعا يدنّس المقدّس.
في المشهد اصرار هاشمي حكيم وعناد صادق في مواجهة الاخطار المتنوعة التي تعيشها القدس وعموم الاراضي المقدسة والأجندات التوسعية الساعية الى تغيير واقع المدينة وإجراءات استفزازية بها يؤجج الاحتلال العنف ويغذي الكراهية
في المشهد تتأكد الوصاية الهاشمية على المقدسات في بيت المقدس، التي آلت إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، كصمامٍ للأمان الذي يحمي المقدسات، وكوسيلة وحيدة تحافظ على عروبتها في وجه سلوكات المحتل العنصرية وإساءاته تجاه مسيحيي القدس ومسلميها
في مشهد الحسينية أمس، كما في كل المواقف، يتضاعف عندنا وفينا، نحن الأردنيين المسيحيين والمسلمين، وفاؤنا وعاطفة الحبّ للقدس والإصرار على عروبتها، والوقوف من خلف قيادتنا الهاشمية، مدافعين عن مساجدنا وكنائسنا ومقدساتنا في القدس. ونقف مع صاحب الوصاية الهاشمية الداعم الاول والاقوى، والراعي الامين في وصاية شريفة على القدس ومقدساتها.