يقيم اليوم صالون د. مهدي العلمي هذا التكريم الذي يليق بأمثالكم من عمالقة محبّي وعاشقي عمان، الذين بذلوا إثنتي عشرةَ عاما وما زالوا في التوثيق في عشرة مجلدات قيِّمةٍ لمدينة غدت من عواصم الدول العربية العريقة والجميلة والوادعة التي تَكبر وتمتد وتتوسَّع يوما بعد يوم حتى أصبح عدد من يسكن أو يقيم عليها أربعة ملايين نسمة بعد أن كانت في بداية القرن العشرين مساحتها لا تتجاوز 2-3 كيلو متر مربع بجوار راس العين، وعدد من يقيم فيها لا يتجاوز بضعة آلاف.
لقد كان عشقُكم وحبّكم لعمان غير عادي، مما دفعكم للتضحية من ثمينِ وقتم وغاليَ جهدكم وعزيزِ مالكم لجمعِ أجملَ ما قيل وكُتب ورويَ حول عمان، عاصمة الحب الأخوي "فيلادلفيا"، وعاصمة الأدوميون سابقاً وعاصمة مملكتنا الأردنية الهاشمية التي جَمّعت الفرقاء والأضضاد فأصحبت عاصمة الوفاق والإتفاق وحاضرة الزمان وملتقى الأديان والوئام ومقصداً عالمياً لما تمثّله هذه المدينة العربية الهاشمية من جمالٍ وتاريخٍ وحضارةٍ وقيمةٍ ومعنى.
وأسلوبكم في التوثيق لعمان كان من خلال طيفٍ واسعٍ ممن تذوَّق طعم المكان واختبر جماليته والذي يستحق أن يُكتب عنه المؤلفات والشعر وتُغني له الموسيقى أجمل الكلمات والألحان كما في كلمات الشاعر الكبير حيدر محمود وغناء الفنَّانة نجاة الصغيرة " أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين .. فإهتز المجد وقبلها بين العينين". فأسلبوكم هذا نقل صورة الزمكانية ووثقه ليكون مرجعاً يُعتد به لمن يريد أن يكتشف سحر المكان والزمان معاً، ويرى معجزة ولادة مدينة عصرية يعشقها كل من تطأ رجليه ترابها، ويشتاق إليها كل من يزورها لأنها تترك سحر المكان في قلبه وخُلق وأصالة وكرم ضيافة أهلها العمانيون الأصلاء والنبلاء.
أخي عمر بيك،
جهدك الكبير هذا سيسجله التاريخ بخيوط من ذهب، فَبصَمُتك ستبقى وتدوم شاهدة على أصالة عائلتكم آل العرموطي الكرام وعطائها المميز خدمةً لعمان وللوطن وولاء للعرش الهاشمي الذي عزز في قلوبنا حبَّ الأردن وعشقَ عمان ونسجَ خيوط المجد لها بالولاء وصدق الإنتماء والعمل الجاد في كافة ميادين الحياة، حتى غدت عمان صرحاً حضارياً إنسانياً ثقافيا دينيا سياسياً مميزاً، يجمع بين الأصالة والمعاصرة بوحدة قلّ نظيرها يعكس عبق الماضي الممزوج برائحة الهيل وتطور الحاضر بعلومه وإنجازاته واختراعاته وتقنيته.
ولعلّكم عَرَّفتم حقاً من هوَ العمّاني الأصيل، فهوَ كلُّ من عشقَ عمانَ وأحبَّ عمانَ وقدّم لعمان أجمل ما قلبه وفكره وعطائه، فأصبحَت مكاناً يَسكُن في قلبه ووجدانه لا مجرد مكان يسكنه المرء، فأضحت عمان في القلب كما في كلمات الأديب والشاعر سعيد عقل، ألحان الأخوين الرحباني وغناء الأسطورة فيروز " عمان في القلب .. أنت الجمر والجاه .. ببالي عودي مرّي .. مثلما الآه."
بارك الله بكم أخي عمر بيك/ أبو بكر وعوَّضكم عن كل ذرة تعبٍ و عناءٍ وتضحية بذلتموها، وبالتأكيد سوف لن تُذكر عمان دون المرور بِعملكم الكبير هذا الذي هو موضوع إحترام وتقدير أبلغين.
ونردد مع الشاعر حيدر محمود قائلين: لغير عمانَ هذا القلب ما خفقا .. وغير فرسانها الشجعان ما عشقا.