نيروز الإخبارية : قال رئيس مجلس النواب، المحامي عبدالكريم الدغمي، إن الوصول إلى نظام تعليمي حديث يشكل مرتكزاً أساسياً في بناء مستقبل مزدهر، مؤكداً أنه بات من الأهمية الاعتراف بالتحديات وبذل الجهود لتجاوزها.
حديث الدغمي جاء، بحسب بيان صادر عن المجلس اليوم الأربعاء، خلال كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر إطلاق وثيقة تطوير التعليم في العالم العربي الذي تستضيفه مملكة البحرين تحت شعار "البحرين بوابة تطوير التعليم في العالم العربي"، وبرعاية نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.
وأشار الدغمي في المؤتمر الذي ينظمه البرلمان العربي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في البحرين إلى أن بناء القدرات البشرية يأتي من خلال منظومة تعليمية سليمة وناجعة ما يتطلب الاستثمار في التعليم، وتوفير بيئة حاضنة، واستخدام أحدث الأساليب التعليمية، واعتماد مناهج دراسية تفتح أبواب التفكير العميق والناقد، وتشجع على طرح الأسئلة، وموازنة الآراء، وتعلم أَدب الاختلاف، وثقافة التنوع والحوار.
وتابع أن المؤتمر جاء من أجل إطلاق تلك الوثيقة، ويأتي انسجاماً مع دور البرلمان العربي وسعيه إلى الاشتباك في مختلف الملفات والميادين التي تهم المواطن العربي وعلى رأسها بالتأكيد ملف التعليم الذي يعد الحجر الأساس لنهضة الأمم وتقدمها، إضافة إلى كونه ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي العربي الشامل.
وأشار إلى النقاط التي عالجتها الوثيقة وتطرقت إلى أن التعليم هو عماد التقدم تأتي انطلاقاً من إرث الأمة التاريخي والحضاري ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي لبناء الشخصية العربية على أساس الوعي بالهوية والقيم العربية من خلال إقامة أنظمة تعليمية عربية عالية الجودة تعد الأجيال القادمة للمستقبل، ويسهم في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية.
وزاد أن هذا لن يتحقق إلا بالحرص على كفالة حق التعليم لجميع أبناء الوطن العربي دون تمييز وتحقيق معايير الجودة العالمية للتعليم في جميع مراحله، لافتاً بالوقت ذاته إلى أن ذلك لن يتم من دون استيعاب المتغيرات السريعة والتقدم العلمي والتقني وأدوات مجتمع المعرفة.
وقال: إن هذه المنطلقات التي شملتها الوثيقة تأتي استناداً إلى الوعي بالتحديات التي تواجه الأمة العربية اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً وأمنياً، وبالمتغيرات العربية والإقليمية والعالمية وتأثيرها المتبادل على واقع التعليم ومستقبله في الدول العربية.
وبين أن الدستور الأردني ينص على أن "التعليم الأساسي إلزامي للأردنيين وهو مجاني في مدارس الحكومة"، مشيراِ إلى أن التذكير بهذا النص يأتي في خضم احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية هذه الأيام بعيد الاستقلال السادس والسبعين، وهي السنة الأولى في المئوية الثانية للمملكة.
وعرض الدغمي مسيرة تطور التعليم في الأردن منذ تأسيس الإمارة، لافتاً إلى أن عرضه لمسيرة التعليم في الأردن جاءت للتدليل على أن الأردن أدرك مبكراً أهمية التعليم بوصفه أداة لبناء قدراتنا البشرية، وتطوير العملية التعليمية سعياً منه للعمل على تحسين نوعية حياة الأفراد، وتحسين مستوى أدائهم الوظيفي، وزيادة إنتاجيتهم، ورفع مستوى دخلهم، ورفد سوق العمل بالكوادر الفنية المدربة والمؤهلة.
وفي سياق الحديث عن التطور في التعليم والعملية التعليمية بشكل عام، أشاد الدغمي بالتطور اللافت في هذا المجال الذي تشهده مملكة البحرين الشقيقة، مشيراً إلى أن عنوان المؤتمر جاء معبراً عن مضمونه.
وأعرب عن تقديره لمملكة البحرين الشقيقة ملكاً وحكومة ومؤسسات وشعباً على احتضان أعمال المؤتمر، لافتاً إلى أن المؤتمر يفتح أبواب الأمل على مصارعها للارتقاء بالتعليم في وطننا العربي.