على وقع الكر والفر الميداني في اليوم المئة من الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أن بلاده ستنتصر، وذلك في مقطع فيديو نُشر على ”إنستغرام"، إلا أن الأمم المتحدة خالفته الرأي وأكدت أنه لن ينتصر أي طرف في هذا النزاع الذي أضرمت روسيا شرارته الأولى.
من جهته، اعتبر الكرملين اليوم الجمعة أنه حقق ”بعض" أهدافه بعد انقضاء هذه الأيام، منها ”تحرير العديد من القرى"، ما سمح للسكان بالعودة إلى ”حياة هادئة".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: ”سيتواصل هذا العمل، حتى تحقيق كل أهداف العملية العسكرية الخاصة".
وعلى الأرض، بينما تدخل الحرب يومها المئة تتقدّم قوات موسكو في منطقة دونباس شرقا، بعدما انكسرت سابقا حملتها على كييف وما حولها.
وفي مقطع فيديو بثه على إنستغرام من أمام مبنى الرئاسة في كييف قال الرئس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: ”النصر سيكون حليفنا"، وأضاف: ”ممثلو الدولة هنا ويدافعون عن أوكرانيا منذ مئة يوم".
في الإطار ذاته، قالت وزارة الدفاع البريطانية، في اليوم المئة من الغزو الروسي لأوكرانيا، إن موسكو فشلت في تحقيق أهدافها الأولية، المتمثلة في الاستيلاء على كييف ومراكز الحكومة الأوكرانية، لكنها تحقق نجاحاً تكتيكياً في دونباس، وفقاً لوكالة ”رويترز" للأنباء.
وأضافت الوزارة في إفادتها الدورية: ”بالقياس على الخطة الأصلية لروسيا، لم يتم تحقيق أي من الأهداف الاستراتيجية"، لكنها قالت إن موسكو تحقق نجاحاً تكتيكياً في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، وتسيطر على أكثر من 90 في المئة من لوغانسك أوبلاست.
لا منتصر
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أنه لن ينتصر أي طرف من طرفي الصراع، وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الأمم المتحدة لشؤون أوكرانيا أمين عوض، في بيان: ”لا يوجد منتصر ولن يكون هناك أي طرف منتصر في هذه الحرب".
وزاد بالقول: ”بدلا من ذلك، شهدنا على مدى مئة يوم ما تمّت خسارته.. حياة أشخاص ومنازل ووظائف وفرص".
وأشار عوض في معرض حديثه: ”كانت لهذه الحرب تداعيات غير مقبولة على الناس وأثرت على حياة المدنيين بجميع جوانبها".
وأفاد البيان أنه ”في غضون أكثر بقليل من ثلاثة أشهر، أجبر نحو 14 مليون أوكراني على مغادرة منازلهم، معظمهم نساء وأطفال".
وأوضحت الأمم المتحدة أنها تعمل على الحد من ”التداعيات المدمرة (للحرب) على الأمن الغذائي عبر السعي لإطلاق تجارة الحبوب والسلع الأساسية".
وارتفعت أسعار الحبوب بسبب تراجع الصادرات من أوكرانيا، ما فاقم تداعيات النزاع وتغير المناخ وأثار مخاوف من اضطرابات اجتماعية.
وجاء في بيان الأمم المتحدة: ”نحتاج إلى السلام.. يجب أن تنتهي الحرب الآن".
يأتي ذلك في وقت أعلنت كييف أن موسكو باتت الآن تسيطر على خمس الأراضي الأوكرانية، بما فيها القرم وأجزاء أخرى من دونباس تم انتزاعها عام 2014.