كانت المرة الأولى التي نشاهد فيلم الرسالة، لا أذكر التاريخ، لكنه عمر الطفولة اللامسؤول، تعلوا قلوبنا وتهبط مع كل مشهد، قمة الذروة التي يخالطها الدمع أحيانا بحزن وفرح، مشاهد تعذيب المسلمين في مكة، مشهد الأنصار ينتظرون وصول ركب الحبيب عليه الصلاة والسلام...
قريبنا الذي حضر الفيلم مرة قبلنا يشرح لنا التفاصيل، أحد كفار قريش غرف شيئا من برميل، سألته ماالذي اغترفه ؟! قال:هذا عنب يعصرونه في البراميل دون أن يسمى أو يشرح أكثر.
مضت ليلتنا تلك بعدما فرحنا بالانتصار رغم ماشابه من مرارة بعض المشاهد وكأنه للتو يحدث... بعد ما اكملنا أفطارنا تسللت إلى كرمنا العامر بمعرشات العنب الذي لم ينضح بعد، رحت وعصابتي نتلمس الحبات الناضجة من العناقيد في سحلة "زبدية" سرقتها على غفلة، ألقى القبض علىّ متلبسة أعيث فسادا.. هربت ساعة زمن حتى تهدأ العاصفة ثم عدت لضمان فزعة الضيف.. لماذا فعلت فعلتك تلك، علموا أنني نفذت ما نمت عليه من مشهد عصير العنب في البرميل.... قال قريبنا وهو يشخف كاسة الشاي: يعني من كل هالفليم ما الله قدرك يانص نصيص تقلدي غير كفار قريش ؟!!
كثيرون من لايطبقون إلا النموذج الأسوأ عندما تتاح لهم الفرص.