إن إدارة مسلمي القوقاز؛ إذ تدين بحزم عملاً عدوانياً على مقر سفارة جمهورية أذربيجان لدى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، فإنها تقدّره على أنه عمل إرهابي وتخريبي ذو هدف سياسي جرى إعداده مسبقاً. تعُدّ هذه الحادثة عملاً تخريبياً بحق جمهورية أذربيجان والقانون الدولي على وجه العموم. فاستهداف سيادة أذربيجان المستقلة ورمزها وهو علم الدولة من قبل الجماعة المتشددة المسماة "خدام المهدي" التي تستغل الدين بصفة سافرة، وكذلك إطلاق الشعارات الدينية والمطالب المذهبية أثناء العمل المذكور، يمكن التعامل مع ذلك كاستغلال الدين والدعوة للكراهية.
تأتي أذربيجان من بين دول نادرة تسود فيها بيئة الصدافة والأخوة والتفاهم بين الثفاقات والحضارات والمذاهب. فيُعرف عن بلدنا أنه دولة ديمقراطية وعلمانية ذات سيادة القانون تحترم عالياً قيمها الوطنية-المعنوية وتخصّ تراثها وتقاليدها الدينية باهتمام سامٍ وتقوم على القيم الإنسانية. التمييز المذهبي، والكراهية الدينية، والتشدد الديني، والكراهية هي من المظاهر الغريبة على المجتمع الأذربيجاني. وينمّو أتباع الأرثوذكسية والكاثوليكية واليهودية وكافة الأقليات الدينية والقومية في أذربيجان قيمها الثقافية الى جانب المسلمين، ويؤدّون شعائرهم وطقوسهم وعباداتهم الدينية بحرية. نقدّم للعالم نمط حياتنا المبني على التسامح والتعددية الثقافية كأنموذج للتعايش.
على القوى الواقفة خلف الاستفزازات ضد بلادنا والمشارِكة في تنظيمها أن تعلم أن المجتمع الأذربيجان لا يحتمل مكاناً تتواجد فيه قوى متشددة ومتطرفة وأيديولوجياتها الهدّامة، وأن المتدينين في أذربيجان لن ينجروا ابداً وراء الاستفزازات الماكرة لهكذا القوى. إهانة العلم الأذربيجاني بذريعة الدين والتعصب المذهبي تلبيةً لطلب سياسي هي عمل تخريبي غير مقبول. ونأمل أن الحكومة البريطانية ستتخذ ما يلزم من الإجراءات. وتعلم القوى المعادية جيداً أن مصدر رئيسي لنصرنا هو وحدتنا الوطنية والدينية، فلذا تستهدف هذه الوحدة بالذات. لن تستطيع أي قوة أن تنكّس علم دولة أذربيجان القوية والمتينة وأن تُخل بمعنوياتنا ووحدتنا وتقاليدنا المعنوية. لن يقدر أحد على تقويض وهدم وحدتنا الوطنية-الدينية في بلادنا التي تعُلي أهل البيت وتثمن عالياً القيم الإسلامية. القيم الوطنية-الدينية هي ثروتنا القومية التي نحافظ عليها على مر التاريخ، والتي تقف في صلب جميع انتصاراتنا. وإن شاء الله، سوف تظل أذربيجان دوماً تحقق انتصارات وتسجل صفحات تاريخية جديدة من الظفر انطلاقاً من هذا التراث.