في صدد علاج السرقة عند الأطفال تشير مريم العبيدلي إلى أن التعرف على دوافع وأشكال السرقة عند الأطفال يمثل نصف الطريق في معالجة هذا السلوك، أما النصف الآخر فهو تصرف وسلوك الوالدين خاصة الأم التي ينبغي عليها أن تراعي في تربية طفلها تعليمه بعض الأمور التي تمكنه من عدم اللجوء لهذا السلوك.
يأتي في مقدمة هذه الأمور احترام ملكية الغير وعدم التعدي عليها بأي شكل دون استئذان والحرص على ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية تجاه هذا الأمر بينه وبين أفراد أسرته ومنها إلى جميع أفراد مجتمع الطفل.
ثانياً: توفير الضروريات اللازمة للطفل التي تشبع رغباته وتلبي احتياجاته والتي تضعه في مكانة مناسبة بين أقرانه حتى لا يشعر بالنقص والحرمان وكذلك لا يتسلل إليه الإحساس بالدونية عن أفراد مجتمعه.
ثالثاً: عزيزي المربي لا تبخل على الطفل بتوضيح مساوئ السرقة وأضرارها على شخصه ونفسيته وكذلك تأثيرها على المجتمع وإمكانية حدوث النفور منه واعتباره شخص غير مرغوب بوجوده في أي من المجتمعات.
رابعاً: ترسيخ قاعدة مصروف الجيب للطفل وتعويده على الالتزام بالقدر المخصص له من المال دون التعدي على أموال الآباء والأمهات وأيضاً عدم التعرض للمكان المخصص لحفظ أموال الآباء هي من الأمور الهامة في عدم تكوين سلوك السرقة عند الأطفال.
خامساً: النمذجة الإيجابية وتوفير القدوة الحسنة للطفل يساعد في علاج السرقة عند الأطفال إذا كان قد تملك من شخص الطفل، فعندما يرى الطفل والديه وإخوته الأكبر سناً يحترمون ملكية الغير سيكتسب ذلك في سلوكياته تلقائياً.
إضافة إلى هذه الوسائل لابد من ملء وقت فراغ الأطفال بالعديد من الأنشطة والأعمال التي تشغل أذهانهم عن هذا السلوك، صرف الانتباه أيضاً إلى القصص والأفلام التربوية المناسبة للطفل قد يأتي بنتيجة جيدة في معالجة السلوك لدى الطفل والتخلص مع الحرص الشديد في الامتناع عن تعرض الطفل لوسائل التسلية المرئية والمقروءة السابق ذكرها التي تزيد من سلوك السرقة عند الأطفال، فتظهر السارق إنساناً خارقاً يجذب أنظار الآخرين.
أيضاً لا تترددوا في متابعة تصرفاتهم وأغراضهم ومراقبتهم لكي تتمكنوا من اكتشاف أمر السرقة عند الأطفال سريعاً إذا كان السلوك حديثاً، ويجب أن يحدث هذا بهدوء دون أن يشعر الطفل أنه دائماً متهم أو في وضع رقابة يضفى عليه توتر وقلق يحول بينه وبين ممارسة حياته بشكل طبيعي ويتكون لديه الرهبة التي تجعله لا يقوم حتى بالتصرفات التي تحق له كاستخدام الأغراض العامة بالمنزل أو فتح خزانة أبويه مثلاً، وعليه فالطفل ينتظر الفرصة المناسبة والانتقام لذاته من هذا التشدد.