منذ شهرين وأكثر وقلاية البندورة هي سيدة مائدتي؛ إن لم تكن إفطارًا فالغداء أو العشاء.. وأتكلم هنا عن القلاية القرديحي التي بلا زَفَر ؛ ولم تتزفّر القلاية إلّا بـ "طُعمة" عيد الأضحى..!
أينما ذهبتَ وولّيتَ وجهك فإن الأكل القرديحي هو طعام الفقراء.. لا أحد يبتعد عن الزَّفَر (اللحمة والجاج والسمك.. ووو) بخاطره.. إلّا أصحاب الأكل النباتي وهؤلاء قلّة قليلة..!
المهم: الشعوب الراكدة دائمًا تحترم الطعام لأنها يدخل في أحلامها.. حتّى قيل على مسمعي مرّة : الطبخة اللي فش فيها زَفَر لا تعتبر طبخة ولا تُحسب أكلة..!
وليس هنا مربط فرسي؛ لأن فرسي شموص.. بل إنني ألفّ وأدور كي أقول لكم جملة واحدة ولكن لا تصلح أن أقولها لكم (طبّ خبط لزق)؛ بل يجب أن أجعلها تتسرّب كي تلعلع عند ظهورها المكتمل..!
أنا ولا أعوذ بالله من كلمة أنا؛ وأمثالي؛ نرضى بالأكل القرديحي بكلّ وجباتنا.. ونتخلّى عن كامل الزَّفر حتى في أحلامنا ولكننا مقابل ذلك لا نريد وطنًا قرديحيًّا.. نرفض القوانين القرديحية.. نسعى ونشقى بالقرديحي كي نوفّر الطريق اللاقرديحيّة لأبنائنا .. نموت بالجُملة كلّ يوم كي لا تتقردح أحلامنا الوطنيّة .. كي لا يقترب تاريخنا الذي نعيشه من القردحة..!
قردحونا كيفما شئتم ولكن أعطونا ضماناتٍ مُزفّرة بأن القادم والمستقبل إن لم يكن مليئًا بالزَّفَر فلن تكون قلاية البندورة القرديحي حلمًا بعيد المنال.. !