أَلَمْ يَأنِ للذين يخافون اللهَ ويرجون رحمتهُ، أن يرحموا عبادهُ وخَلقهُ قبل أن يتوسلوا رحمتهُ ورضاه.
الموقف العقلاني المُعبر عن صحوة الضمير الذي اتَخَذَهُ الامام مقتضى الصدر والذي اعلن فيه انسحابه من السياسة وما أشار اليه من مبررات تتعلق بحرمة الدم العراقي وضرورة الحفاظ على الوطن، ولزوم حل كافة المليشيات الدينية السياسية يجب ان يدون بأحرف من نور وعلى صخور احضرتها السفن الفضائية من سطح القمر وسطح المريخ ومن درب التبانة ايضا.
أما آن، بعد كل شواهدِ الفشلِ والضياع والخسران والتجهيل والفقر، بل والفناء decay التي عايشتها وعانت منها الشعوب العربية والاسلامية منذ ما قبل الغرو المغولي ولحد الان، أن يقتنعوا بأن الحكومات المستبدة بطبيعتها وطبعها، سواءاً بسواء الحكومات الدينية أو الحكومات العسكرية، او خليط التحالف المشؤوم الشرير بينهما، أنهُ هو السببُ لكلِ ما هُمْ فيهِ من هوانٍ ومعاناةٍ وتهميشٍ وانسدادٍ في الافق، والانحدار بعربة صَدِئةٍ، مُعَطَلةِ الكوابحِ الى المجهول.
أما آن الاوانُ أن يقتنعَ من يظنُ في نفسه أنه إنسانٌ حُرٌ كريمٌ ، أنه لهذا السبب يستحقُ معيشةَ الانسان، الانسان الحر الكريم؟ وأن هذهِ القناعةَ تستوجبُ منهُ أن يُديرَ دُبرَهُ وظهرهُ وعقله وفكره وقلمه وضميره وكل خلية في جسمه لنمط ً ونموذج ووعود وبرامج وتخبيصات وتخرصات الحكومات العسكرية والدينية، وان يستعيذ منها ويتفاداها كما يستعيذ من امراض السرطان ويسعى لتفاديها؟
يقول القرآن " ولقد كرمنا بني آدم". ويقول القرآن أيضاً: "لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين، الا …". الا الذين آمنوا!!!!؟ أم "الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات"؟
كثيرونَ مصرونَ أن لا يشملهم الاستثناء. مصممون أن لا يكونون من الفئة الناجية من السقوط الى الاسفل.
كيفَ يزعمُ مسلمٌ أنه من الذين يعملون الصالحات ويلاقي ربه بهذا الزعم، وهو يؤيدُ نماذجَ الحكم الديني الفاسدة المفسدة البغيضة وَيُصَوِتَ لها ويدافع عنها ويستبشر بها وينتظر هلولها كإنتظاره ليلة القدر؟ حكومات كالتي كانت في السودان ومصر وتونس، والمغرب والموجودة حاليا في افغانستان وايران والعراق وليبيا والصومال وباكستان؟ كيف يلاقي ربه بالزعم أنه من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وهو يرضى بالخنوع للحكومات العسكرية؟ أيُّ عملٍ صالحٍ هذا؟
الم يقل عمر بن الخطاب لوال ٍ من ولاته، وهو صحابي ايضا: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا؟
هناك من يولدون عبيدا فيرثون العبودية. ثم لا يسعون للخروج من شرنقها، من بيتها الذي هو اوهى من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.
تحولت صناديق الانتخاب في البلاد العربية الاسلامية الى مصائد للمغفلين، المضحوك عليهم، المُستهزأِِ بهم. ووسيلةَ إبعادٍ وتهميش وتيئيسٍ للأكفاء والمؤهلين والقادرين على إدارة شؤون الدول.
أصبحت قضية فلسطين قميصَ عثمان لهؤلاء ممن احترف قطف صناديق الاقتراع مَثَلُهم كمثل الدبابير التي تأكلِ العنبَ وتلدغَ صاحبهُ، وعثمانُ برئٌ من الذي حملوا قميصه وتاجروا بدمه وبقضيته.
الاسلاميون والعساكر حملوا قضية فلسطين لتحملهم الى سدد الحكم، وحولوها بعد ذلك الى خارطة علقوها على جدران مكاتبهم ليسجدَ لها العبيدُ المستغفلون. بينما الحكام يراقبونهم ويضحكون.
دعونا، نرددُ ونعملَ الصالحات معاً بأن لا نسمحَ للدبابير أن تصل صناديق الاقتراع، وأن ندفعَ برفقٍ وبغير رفق جميع المليشيات الدينية السياسية والعسكرية الى الثقب الاسود، الى حيث القت رحاها أمُّ عامرٍ ومعها النجوم والكواكب السكرى بدم الموت الاسود.
تحيةً احترامٍ الى الإمام مقتضى الصدر. جميلك لن ينساه شرفاء العراق والعالم، وندعو الله ان يتقبلهُ سُنَّةً حَسَنةً، لك اجرها وأجر من سيعمل بها الى يوم القيامة، وأن يعينك على المُنافقين الذين سيسعون لجعلك تشعرُ بالندم. واللعنةُ على من سيشنعون و سيلعنون قرارك الذي فضحهم واخزاهم وقادهم الى السعير يعرضون عليها الى يوم القيامة ثم الى الدرك الاسفل في جميع منتجعات العذاب.