تختتم مساء اليوم في المركز العالمي للمعارض – مكة مول، الدورة الـ 21 من فعاليات "معرض عمان للكتاب” بعد 10 أيام من الحراك الثقافي الذي نظمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى.
واشتمل على معارض بيع مفتوحة للكتب بمشاركة 400 دار نشر محلية وعربية وعالمية، وندوات ثقافية وفكرية وإنسانية حاضر بها مختصون ومفكرون ونقاد وكتاب حضرها جمهور عريض.
وبخلاف أجنحة دور النشر المحلية والعربية والعالمية، كان لأجنحة وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى ومجمع اللغة العربية والمكتبة الوطنية ورابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب الأردنيين، حضورا بارزا خلال أيام المعرض.
وقال مقرر اللجنة الثقافية في المعرض الناشر أحمد اليازوري، إن هذه الجهات ساهمت في عكس صورة مشرقة عن اهتمام مؤسسات القطاع العام والخاصة، بتقديم برنامج تفاعلي ثقافي معني بإكمال المشهد الثقافي الأردني، كجهد ثقافي منتج للقراء.
وتابع "نتمنى في الدورات المقبلة، أن تزيد حجم المشاركة الرسمية من خلال باقي مؤسسات الدولة والجامعات الأردنية، لإكمال صورة المشهد الثقافي الأردني بكامل مكوناته”.
من جهته، قال مدير مديرية الدراسات والنشر في وزارة الثقافة الدكتور سالم الدهام، إن الوزارة قدمت لمعرض الكتاب، دعما ماليا ولوجستيا، حيث يحتوي جناحها على 400 عنوان من إصدارات الوزارة ومكتبة الأسرة وسلاسل النشر، في مختلف صنوف الإبداع وبأسعار منافسة جدا للقراء بهدف تمكين زوار المعرض من اقتناء الكتب بمواضيعها المختلفة بين تاريخ الأردن والأدب والفلسفة”.
وأضاف "يتم تزويد جناح الوزارة بالكتب يوميا، نظرا لإقبال الجمهور على اقتنائها، لأهمية موضوعاتها وأسعارها الزهيدة”.
بدوره، بين مدير المكتبات العامة في أمانة عمان الكبرى ثامر الشوبكي، أن الأمانة قدمت دعما لوجستيا للمعرض، فضلا عن تخصيص جناح يضم 1700 عنوان، و1000 مجلة، إضافة إلى قصص للأطفال توزع بالمجان، إيمانا من الأمانة بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه القراء.
وأوضح الشوبكي، أن الأمانة تبنت فعاليات جناح الأطفال التي أقيمت بين الثالث والثامن من الشهر الحالي، عبر تنظيم ورشات للرسم وللمسرح والألعاب التفاعلية داخل قاعة الأطفال التي استفاد منها زوار المعرض وعائلاتهم.
وأبرزت منشورات "مجمع اللغة العربية” دوره في الحفاظ على اللغة العربية، بحسب الأمين العام للمجمع الدكتور محمد السعودي، الذي أشار إلى أن جناح المجمع يبرز الإصدارات الناتجة عنه والمتمثلة في مجلة المجمع المحكمة، وكتب الموسم الثقافي، والمؤتمر السنوي، ومجلة البيان العربي، والإطلالة المجمعية، ومصطلحات علمية أقرها مجمع اللغة العربية الأردني، ومجموعة من إصدارات المجمع أبرزها: كتاب "قبة السماء تتكلم العربية”، وكتاب "تاريخ العلوم والتكنولوجيا في الحضارة العربية والإسلامية”، وترجمة كتاب "نظم المعلومات الإدارية لعصر المعلومات”، و”معجم لسان العرب الاقتصادي” بأجزائه الثلاثة، وكتاب "العين والبصر في القرآن الكريم”، وكتاب "معرفة محنة الكحالين”.
كما تم تنظيم ندوة "المعجم التاريخي للغة العربية” ضمن الفعاليات الموازية للمعرض، وأدارها الدكتور السعودي، وتحدث فيها الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة الدكتور أمجد المستغانمي، والمدير العلمي للمعجم الدكتور مأمون وجيه.
من جانبه، بين المدير الإداري لرابطة الكتاب الأردنيين، نصر حمام، أن جناح الرابطة في "معرض عمان للكتاب” وفر لزوار المعرض، الكتب الصادرة لأعضاء الرابطة وأتاح للراغبين باقتنائها، ابتياعها بأسعار رمزية تشجيعية للقراء والمشاركين.
وقال حمام، إن جناح الرابطة شهد على مدار أيام المعرض، زيارات متعددة من قبل أعضاء الرابطة والجمهور، في تفاعل حقيقي بين الكتاب والقراء.
إلى ذلك، أشار رئيس اتحاد الكتاب الأردنيين عليان عليان، إلى أن جناح اتحاد الكتاب وفر لزوار المعرض، جميع الكتب الصادرة عن الاتحاد بأسعار بمتناول الجميع، حرصا من الاتحاد على دعم الكتاب والقراء معا.
وقال رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، مدير المعرض، الناشر جبر أبو فارس، إن الرسالة الثقافية للمعرض عبر فعالياته المختلفة هي الانفتاح على الأشقاء العرب كافة، ما يجعل المعرض منصة ثقافية عربية، ومحطة مهمة للقاء أطراف صناعة النشر في العالم العربي سنويا.
وتابع أن المعرض شهد هذا العام تطورات نوعية على صعيد التنظيم ومشاركة دور النشر، وزخما للبرنامج الثقافي الذي تم إعداده من قبل اللجنة الثقافية التي تضم قامات أدبية معروفة، فضلا عن نشاطات نوعية للأطفال، أقيمت لأول مرة في قاعة مخصصة لأدب الأطفال تضم عددا من دور النشر المتميزة محليا وعربيا في هذه المجال.
وأشاد أبو فارس بالجهود التي يبذلها الناشر الأردني في نشر الثقافة الأردنية، وما يتميز به من عمل جاد للارتقاء بصناعة النشر من خلال مشاركته في المعارض العربية، وتفاعله الدائم مع الناشرين العرب، وحضوره الفاعل في المؤسسات الثقافية العربية ومنها مجلس اتحاد الناشرين العرب، حيث يشغل الأردن منصب الأمين العام المساعد، ورئيس لجنة الملكية الفكرية العربية، ورئيس لجنة تعديل النظام، كما أن الاتحاد عضو فاعل في اتحاد الناشرين الدوليين منذ أكثر من خمس سنوات.
يشار إلى أن دولة الكويت الشقيقة حلت "ضيف شرف” على فعاليات دورة هذا العام، بمشاركة عدد من الأدباء والروائيين والباحثين الكويتيين، قدموا إسهاماتهم المختلفة والمتنوعة، كما تم الاحتفاء بـ”شخصية المعرض الثقافية” الكاتب والباحث الدكتور وليد سيف، لما قدمه من أعمال أدبية ودرامية متميزة، وتتويجا لمسيرته الأدبية والإبداعية التي تميزت بالعمل الدؤوب، والجهد المتواصل.
وحافظت لجان المعرض – كما في الدورات السابقة- على شعار "القدس عاصمة فلسطين” ليكون حاضرا لهذه الدورة أيضا، لما تمثله القدس في وجدان الأمة العربية، ولتأكيد عروبتها وهويتها التي تستقر في قلوب وعقول العرب المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم، وانسجاما مع موقف الأردن ملكا وحكومة وشعبا، وتأكيدا للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة.