نظم بيت الشعر بالشارقة الثلاثاء 14سبتمبر 2022 أمسية شعرية حافلة بالجمال، جذب ضوؤها جمهوراً محباً للقصيدة امتلأت به قاعة المنتدى. واحتفت الأمسية بالشعراء: حسن جلنبو، وعامر الدبك والدكتور محمد بشير الأحمد، بحضور محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، ومحمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، وقدمها الإعلامي وسام شيّا، الذي أشاد بدور البيت في إثراء المشهد الشعري.
وتنوعت قصائد الشعراء بين مواضيع عدّة، كان الوطن أسماها وأكثرها حضوراً، وطغت على الأمسية هواجس الغربة والحنين، وأشواق الحب من بوح وشجن، ولم تخل النصوص من التأملات الذاتية، والرؤى الفلسفية العميقة، التي تشدو للحياة الأجمل والأسمى في ظل القصيدة.
افتتح القراءات عامر الدبك، بقصيدة يصف فيها تجربته مع تجليات القصيدة، وسيره المستسلم خلف هواها، وصولاً إلى ذروة الشعر، جاء فيها:
تُشكّلُني كما شاءتْ يداها
وتَفْتِنُني.. أسيرُ على هَواها
أُجلّي صمتَها كالماءِ حيناً
وحيناً تَنْجلي بَوْحاً وآها
تُشكّلُني القصيدة ُكيفَ شاءتْ
لأتْبَعها إلى أقْصى ذُراها
تشيرُ.. أقولُ مَوْلاتي فَتَتْلو
وصاياها وتُبْحِرُ في مَداها
ثم توارت ذات الشاعر خلف رمز النّاي الذي ترتديه قناعاً يصدح بصوت العشّاق الذين تفيأوا ظلالَ ذاكرته/ قصيدته، حين وجدوا فيها ما لامس قلوبهم وحنينهم، فاتخذوها متّكأ لأوجاعهم. مشيراً بذلك إلى حقيقة تبنّي الشاعر لأوجاع الآخرين وهمومهم، من خلال قصيدة مطلعها:
أنا لَستُ إلّا صوتَ مَنْ عَشقوا
وتفرّقت بخطاهم الطُّرقُ
يتوسّدون خيالَهم فإذا
هاموا على هَدْي الهوى احْترَقوا
وتلاه حسن جلنبو الذي اتّخذ الشعر صديقاً يبثّه شكواه وهموم غربته، ووطناً تأوي إليه نوارس أحلامه، يقول:
أنا الغريبُ ومُذْ عشرين قافيةً
أراودُ الشعرّ عن صحوي وعن مَطري
يا سيّدي الشعر، بعْضي ليسَ يعْرفني
مُذْ خطَّ لي الدّهرُ في سِفْر النّوى قَدري
أنا الغريبُ وهلْ إلاكَ لي وطَنٌ
آوي إليه على «عُطلٍ» من البشر.
ثم قرأ نصوصاً أخرى حلقت في عوالم الرومانسية والرقة والعذوبة ومنها:
حدّثيني عن الشتاء قليلا
وعنِ الثلج كيفَ كانَ جَميلا
حين أمسكتِهِ بكفيكِ حتّى
ذاب يرجو البقاء معْك طويلا
وحضر الشتاء مجدداً محملاً بالحب والشجن في قراءة الشاعر د. محمد الأحمد، الذي وصف لقاءه بحبيبته شتاء بقصيدة جاء فيها:
قالت أحِبُّك يا فتى
يومَ التقينا في الشّتا
تحْت المظلَّةِ وَحْدنا
مِنّا الزَّمانُ تَفلَّتا
مَسَكتْ يديَّ بلهفةٍ
رجفتْ يدايَ وذابَتا
وعزف على قيثارة الزمن، شاكراً ومعاتباً، وصامداً مزهراً رغم المحن وقسوتها، في قصيدة يقول في افتتاحيتها:
شكراً لضنٍّ من التّحنانِ علَّمني
سرَّ التبرعم في دُنيَا من المِحنِ
وختم قراءته بعدة نصوص متنوعة لاقت استحسان الحضور.
وفي الختام كرَّم محمد القصير، الشعراء المشاركين ومُقدّم الأمسية.