اعتبر نفسي أستاذًا في قراءة الكفّ.. أتحدّى أيًّا كان بذلك.. الكفّ تخصّصي منذ نعومة كفّي.. لذا أتعبتُ الكفوف التي رأيتها في حياتي ولم أحملها على كفوف الراحة..!
ذات كفّ؛ رأيتُ خطّين متعرجين ينحدران من سلالة رومانية فأدركتُ أن صاحب الكفّ سيضيع في دروب روما وضياعه يعني "نيرون" جديد سيحرق قريتنا وأحلامنا ودفاتر مدارسنا..!
رأيتُ كفًّا بها هضاب وجبال وسهول جرداء.. فعرفت أن الصبايا العربيّات سيتخلين عن شعرهنّ وسيذهبن للصلع بأرجلهن وسيرقصن على القمم رقصة الموت الأخيرة..!
هناك كفّ تكفّ معك عذابات تهطل عليك كالمطر.. وكفّ تعطيك فواتير لم تكن بحسبانك .. وكفّ تشدّك من رقبة أهلك وتجرجرك في زقاقات العالم كي تجعل الذي لا يشتريك يتفرّج عليك.. وكفّ كلّما أردتَ مدّ الكفّ إليها لتسلِّم عليها ردّتك إلى لعبة العسكر والحرامية وطوال اللعبة تعتقد بأنك العسكري وتحارب حراميّة لا ينتهون وإذ بك أنت كبير الحراميّة بلا مسروقات..!
أمّا الكفّ الأخيرة.. فهي الكفّ التي تعطيك على أُم قفاك على الطالعة والنازلة.. التي تلطشك كلّما حاولتَ أن تتنفّس بشكل صحيح.. هذه الكفّ كلكم يقرؤها وكلكم يراها وكلكم يبوسها وش وظهر..!