لم يتوقف الجدل منذ بداية عرض مسلسل " الضاحك الباكي " عبر شاشات التلفزيون و الذى يتناول حياة الفنان الراحل، نجيب الريحاني، والذى يتمتع بمكانه خاصة واستثنائية لدى جمهور المسرح والسينما في العالم العربي.
وتعرض العمل الذي كتبه، محمد الغيطي، وعاد به المخرج محمد فاضل بعد أكثر من عشر سنوات من الغياب عن الأعمال الفنية ويجسد دور الريحاني الفنان عمرو عبد الجليل.
وجاءت سهام النقد لكل مكونات العمل من الكتابة مرورا بالتمثيل حتى الإخراج وتصاعد الجدل حول عدد من الوقائع التاريخية واستخدام بعض المفردات التي لم تكن مستخدمة في زمن أحداث العمل.
وقد سبقت بعض الأعمال مسلسل "الضاحك الباكي" في نفس الجدل، ولعل من أهم الأعمال التي أثارت جدلا واسعا كان مسلسل " فاروق " الذي تناول حياة الملك فاروق آخر ملوك أسرة محمد علي في مصر والذى كتبته لميس جابر، وأخرجه، حاتم علي.
كما آثار مسلسل " السندريلا " الذى قدم حياة الراحلة سعاد حسنى عام 2006 من تأليف ممدوح الليثي وجاء السيناريو والحوار للكاتب، عاطف بشاي، وجسدت، منى زكي، شخصية السندريلا ونالت قدر كبير من الهجوم بسبب عدم رضى الجمهور عن آدائها لواحدة من أكثر فنانات مصر والوطن العربي شعبية .
الضاحك الباكي.. هل من جديد؟
الهجوم الذي تعرض له مسلسل "الضاحك الباكي" لم يتوقف عند حد تراجع المستوى الفني أو عدم دقة الأحداث التاريخية بل شمل كل تفاصيل العمل هذا ما جعل الناقدة الفنية
ويرى الناقد الفني أحمد سعد الدين، أن دراما السير الذاتية قديمة قدم التلفزيون العربي وقدمت عدد كبير من الشخصيات في مختلف المجالات وفى البدايات قدمت مسلسل "العملاق " عن عباس العقاد وجسدها محمود مرسي، وهو واحد من أصدق الأعمال رغم أنه لم يتم عرضه مرة أخرى لأسباب غير معلومة .
لافتا إلى أنه يتمنى أن يرى شخصية الفنان الكبير نجيب الريحاني بكل ما بها من مميزات وعيوب .
ويؤكد سعد الدين في تصريحات خاصة لـ "سكاي نيوز عربية" أن مشكلات دراما السير الذاتية عديدة منها مثلا وجود ورثة الشخصية التي يتم تناولها لا يريدون إظهار سلبياته على الشاشة وبالتالي يظهر أمام المشاهد ملائكة لا يقترفون الأخطاء .
ويؤكد سعد الدين أن مسلسل "أم كلثوم" هو من أفضل ما تم تقديمه رغم ما به من عيوب مثل الإصرار على إظهار أم كلثوم كونها شخصية ساحقة لا يمكن لأحد أن يقاوم قوتها وتجاهل صناع العمل أنها بشر لديها نقاط ضعف ولحظات إنسانية.
وعن الأعمال التي نجت من تلك المطبات قال سعد الدين إن مسلسل "قاسم أمين" و"على مشرفة" من أفضل ما قدمته الدراما العربية في ذلك السياق.
من جانيه قال الناقد الفني، محمد عبد الرحمن، أن مسلسلات السير الذاتية لها جاذبية خاصة عند الجمهور وبشكل خاص تلك الأعمال التي تتناول حياة الفنانين الذين يتمتعون بشعبيه واسعة.
وحول مسلسل الضاحك الباكي قال عبد الرحمن أن العمل ما زال في طور العرض لكن يبدو أن التحايل على السن في شخصية والدة نجيب الريحاني الذى تجسده الفنانة فردوس عبد الحميد قد أثار قدر من الدهشة لدى المشاهد .
مشيرا في تصريحات خاصة ـ "سكاي نيوز عربية"، إلى أن تلك النوعية من الأعمال تعانى من مشكلات عديدة أهمها أزمة الكتابة وقدرة الكاتب على تقديم سيناريو مناسب وجيد وفى نفس الوقت دقيق ويقترب من الحقيقة.
وأشار عبد الرحمن إلى أن من أكبر العقبات أيضا توافر الممثل الذي يقترب من الشخصية في الشكل، لافتا إلى أن صناع مسلسل " العندليب " الذى تناول حياة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، اعترفوا أن بطل مسلسل كان فقط يشبه حليم ولم يكن ممثل جيد بالقدر الكافي.
وحول الأعمال التي استطاعت أن تتجاوز تلك الأزمات قال عبد الرحمن أنه بالإضافة إلى مسلسل "أم كلثوم " فإن مسلسل "أمام الدعاة " استفاد من شعبيه الشيخ الشعراوي وبذل الفنان حسن يوسف جهد جيد في تقديم الشخصية.
من جانبها، دافعت الناقدة ماجدة موريس عن العمل وقالت لـ" سكاى نيوز عربية"، أنه رغم الجهد الإخراجي المميز في المسلسل وخاصة في تقديم صورة موحية ومناسبه للأحداث، إلا أن اختيار فردوس عبد الحميد قد أضر بالعمل وبها كممثلة كبيرة وحصرها في مساحة آداء محدودة جدا.
وأضافت موريس أن اختيار عمرو عبد الجليل صائب جدا فهو ممثل متميز للغاية ولديه طاقات إبداعية لم تستثمر حتى الآن.
يذكر أن مسلسل "الضاحك الباكي " الذى يعرض حاليا، يسجد شخصية الفنان الراحل نجيب الريحاني الذى ولد في عام 1889 ورحل في عام 1949 بعد عطاء فنى حافل .