عمان _ يصدر قريباً الجز الحادي عشر من موسوعة عمَّان أيام زمان/ إعداد وتأليف المؤرخ عمر العرموطي... وقد استغرق العمل بها مدة 14 عاماً من العمل الموصول الليل بالنهار.
وتعتبر هذه الموسوعة أضخم موسوعة شفوية عن عاصمة عربية، وقد تكون الأضخم عالمياً.
وقد تكرم فيصل عاكف الفايز رئيس مجلس الأعيان/ رئيس الوزراء الأسبق وصديق المثقفين بكتابة تقديم هذه الموسوعة الجزء الحادي عشر. علماً بأن دولته عمَّاني أصيل. وتالياً نص تقديم فيصل الفايز لموسوعة عمَّان ايام زمان للجزء 11 للمؤرخ عمر العرموطي :
" عندما نتحدث عن عمَّان، نتحدث عن مدينة عريقة بحضارتها، وتاريخها الذي يعود الى الاف السابع قبل الميلاد، ففي بداية العصور الحجرية تعاقبت عليها الشعوب والقبائل، وتشير الشواهد بان العمونيين انشأوا مملكتهم في عمَّان، في الالف الثالث قبل الميلاد، واسموها (ربة عمون)، والتي تحولت فيما بعد إلى (عمون) وفي القرن الثالث قبل الميلاد احتلها بطليموس، واقام عليها مدينة جديدة، على انقاض المدينة القديمة وسماها (فيلادلفيا).
وفي عهد الدولة الاسلامية بدأ تاريخ آخر للمدينة، فأنشأ فيها الأمويون المساجد والعمائر والقلاع ، وفي عام 1876م استقبلت عمَّان أول فوج من اخوتنا المهاجرين الشراكسة والشيشان، ومع قيام الثورة العربية الكبرى، احتضنت عمَّان أحرار العرب، وأصبحت العاصمة بقدوم سمو الأمير عبدالله بن الحسين سنة 1921م، بعد تأسيس امارة شرقي الأردن، وفي عهد قائدتنا الهاشمين، منذ جلالة المغفور له الملك عبدالله الاول، الى جلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني، تواصل عمَّان ازدهارها وتطورها، وتراكم الانجاز فوق الانجاز.
موسوعة عمَّان ايام زمان تنعش ذاكرة المكان، ومن شأنها ان تحتل مكانتها بجدارة ، ضمن التراث الروائي الاجتماعي والتاريخي للاردن، فهي عمل رائد ومتميز، سلطت الاضواء على ثقافة الانسان وتراثه ، ووثقت التطور الكبير لعمَّان، وتناولت تاريخ المدينة السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وشكلت اضافة نوعية ومرجعية شاملة للباحثين والمهتمين، باعتبارها تسلط الضوء على مدينة عمَّان، من مختلف نواحي الحياة، منذ ما يزيد عن مائة عام، وهي تقدم قراءة جادة، لاحياء ذكرى البناة الاول للمدينة ، ودورهم الوطني في اسناد ودعم جهود الملك المؤسس، من اجل بناء عمَّان وتطورها وازدهارها .
وبذات الوقت فان الموسوعة تحاكي تاريخ الأردن، وهي زاخرة بالاحداث والذكريات، وتستعرض قصة الحياة لأهل عمَّان بتفاصيلها، والتطور والتقدم والازدهار الذي وصلته، بفضل ابنائه من مختلف مكوناتهم الاجتماعية، وبفضل ملوكنا الهاشميين، كما تنقلنا الموسوعة ، الى حواري عمَّان القديمة وشوارعها المتواضعة ،والى اجواء عمَّان الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، التي كانت في ظل امارة شرق الأردن ،وبداية تأسيس الدولة الأردنية الحديثة .
أن الوقوف على هذه الموسوعة الثرية، يشكل فرصة ثمينة للتعرف أكثر وأعمق، على تفاصيل بلادنا وأحوال ساكنيها، والتحديات المتلاحقة التي واجهتها، فهي تشكل اضافة نوعية للمكتبة الأردنية، وتشكل رافدا هاما للروائيين الأردنيين، كتبت بلغة سلسة، واسترجاع للزمان بطريقة شيقة، نرجو ان تلقى الاهتمام، لتوظيفها في مسيرة البناء التي نسعى اليها.