هناك صعوبة بالغة في معرفة ما يدور في ذهن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وسط مخاوف من خطط روسية لاستخدام أسلحة نووية.
وأصدرت القيادة الروسية الأسبوع الماضي عددا من الإشارات المختلطة، لكن هذه الإشارات قرأها البعض على أنها ليست سوى محاولة للضغط على الغرب لإجبار أوكرانيا على التوصل إلى تسوية، وفقا لموقع "فوكس" الأمريكي.
وأشار الموقع إلى أن الرئيس بوتين ظل يحذر طوال الحرب الدائرة منذ 7 أشهر (وحتى قبل ذلك) من أنه سيستخدم الأسلحة النووية ردا على أي اعتداء لحلف شمال الأطلسي والغرب على الأراضي التي ضمتها روسيا في أوكرانيا.
لكن التدريبات النووية التي تجريها روسيا كل عام، ليست بالضرورة علامة على أنها تعد لهجوم نووي، إذ التزمت وزارة الدفاع الروسية هذا العام، بالنهج الذي تتبعه كل عام، وأبلغت إعلام وزارة الدفاع الأمريكية بالتدريبات
كما بدأ حلف شمال الأطلسي تدريباته النووية السنوية الخاصة في 17 أكتوبر/ تشرين الأول.
ووفقا للتقرير، فإن اتصال رئيس هيئة الأركان العامة الروسي، فاليري جيراسيموف، بنظرائه في الولايات المتحدة وبريطانيا للتعبير عن قلقه بشأن استخدام أوكرانيا "القنبلة القذرة" يشير إلى أن قنوات الاتصال بين روسيا والغرب لا تزال قائمة، وهو ما يعني خفض احتمالية التصعيد.
وتحاكي التدريبات النووية الروسية، الرد على هجوم محتمل، وتنشط فيها الدفاعات الجوية والبرية والبحرية الروسية.
ويرى الخبراء أن هذه التدريبات ليست مجرد مناورات تدريبية، بل هي أيضا استعراضات للقوة، وهو ما دفع المراقبين لمتابعتها.
ويشير التقرير إلى أن المرة الأخيرة التي أجرت فيها روسيا مثل هذه التدريبات جاءت قبل شن الحرب في أوكرانيا، ولذا يتوقع أن تكون هذه التدريبات مؤشرا على شكل من أشكال التصعيد، ولكنه ليس بالضرورة تصعيدا نوويا.
وبحسب التقرير، فإن الرئيس بوتين يسعى إلى ممارسة ضغوط إضافية على الغرب، ويأمل الكرملين أن يتمكن عبر الخطاب النووي من تهيئة الغرب لمحاولة إقناع أوكرانيا بالتفاوض وقبول التنازلات.
وكان الرئيس بوتين قد وجه تحذيرا في وقت سابق من استخدام الأسلحة النووية خلال ضمه شبه جزيرة القرم عام 2014، حيث تتيح العقيدة النووية الروسية للرئيس استخدام الأسلحة دون التعرض لهجوم نووي - وليس بالضرورة ردا على هجوم نووي.
ووفقا لتقرير نشرته خدمة أبحاث الكونغرس في أبريل/ نيسان، "دفعت هذه العقيدة بعض المحللين الأمريكيين إلى الاستنتاج بتبني روسيا استراتيجية التصعيد لخفض التصعيد".
وهي النتيجة التي توصل إليها مسؤولون أمريكيون مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي أكد على ضرورة أخذ الاحتمال بالتصعيد على محمل الجد، لكن الأدلة حتى الوقت الراهن لا تشير إلى إمكانية استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في ساحة المعركة.