نيروز الإخبارية : في يوليو من العام 2011، وخلال مهرجان ميدلين الدولي للشعر في كولومبيا، اجتمع نحو 37 مديرًا من مدراء مهرجانات الشعر الدولية من 4 قارات، وتم وضع اللمسات الأولى لما أصبح يعرف اليوم بـ"حركة الشعر العالمي".
وخلال السنوات العشر الماضية، استطاعت هذه الحركة أن تعزّز علاقاتها مع شعراء العالم حتى أصبح عدد المنتمين لها حتى الآن أكثر من 2000 شاعر من 150 دولة من جميع القارات.
وإلحاقاً بجهودها المستمرة منذ ذلك الحين، وفي خطوة مستقبلية هامة جداً، اجتمع منسقو حركة الشعر العالمي، حضورياً وافتراضياً في فنزويلا الشهر الماضي لمناقشة جملة من المشاكل التنظيمية التي تواجه هذه الحركة العالمية التي تلعب دورا محورياً في تنسيق وتوجيه المنظمات والشعراء عبر مجموعة من المبادرات منها إقامة مهرجانات شعرية دولية، ومشاريع تعليمية ودور نشر تهتم بالشعر.
تنظيم مؤتمر عالمي للشعر في 2023
عُقد الاجتماع الأول لأعضاء من 21 دولة على هامش مهرجان الشعر العالمي السادس عشر لفنزويلا، وافتتحه وزير الخارجية الفنزويلي كارلوس فاريا، ونائب رئيس فنزويلا الإقليمي فريدي نانيز، والشاعر الكولومبي الشهير فرناندو ريندون المنسق العام لحركة الشعر العالمي.
وكان أبرز قرارات هذه الاجتماع هو تنظيم المؤتمر العالمي الأول لحركة الشعر العالمي الأول الذي سيقام في مدينتي ميديلين الكولومبية، وكاراكاس الفنزويلية في يوليو 2023. على أن تسبقه عدة مؤتمرات تحضيرية في أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا وأوروبا والأميركيتين. في الأشهر الأولى من العام 2023.
تسعى الحركة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف من بينها:
دعم تأثير الشعر في جميع الطبقات الاجتماعية من خلال دمجه في حياة المدن والقرى والعمل بشكل موجه لجعله متاحاً للشباب والمراهقين والأطفال.
توظيف الإعلام على نطاق واسع لنشر روح الشعر بما يحقق رؤية عادلة ومشرقة لمستقبل الإنسان.
مدرسة عالمية للشعر
وفي الاجتماع، طرحت عدة قضايا للنقاش من بينها وجوب أن تحافظ الحركة على نضالها من أجل التمسك بفرضيات مركزية مثل البحث عن السلام والحرية والحقوق الأساسية، والعناية بالكوكب والحياة، مع الحفاظ على استقلالها السياسي وروحها الثورية التجديدية في اللغة الشعرية.
واعتبر بعض المنسقين أن إمكانات الحركة هائلة ويمكن أن تكون قدرتها على التأثير أكبر بكثير إذا ما تم تحسين أدائها وتحسين الاتصالات الداخلية والخارجية، فيما طرح آخرون أفكاراً حول تطوير وسائل الشعر والتواصل عن طريق انشاء قناة إعلامية وتشكيل فرق لإنتاج مواد بالفيديو والبودكاست وتضمينها في مواقع وملفات (مدرسة حركة الشعر العالمي) حيث سيتم تطوير دورات مع شعراء مركزيين من جميع القارات، وتقديم دروس ومواد تربوية وإعطاء أولوية خاصة للشاعرات والشعراء الشباب، وفتح مساحات أمامهم على مستوى التنسيق لمبادرات الحركة
تتألف اللجنة التحضيرية لكونغرس الحركة من الشعراء الأعضاء أليكس بوسيديس (كوبا)، فريدي نانيز (فنزويلا)، إسماعيل ديادي هيدارا (مالي)، فرناندو ريندون (كولومبيا)، فاديم تيركين (روسيا)، ولويس فيليبي سارمينتو (البرتغال). وسينضم إليهم أربعة ممثلين تعينهم لجنة التنسيق على أن تحدد اللجنة التحضيرية جدول الأعمال للمؤتمر. وبناءً على اقتراح الشاعر فريدي نانييز تم قبول غلوريا شفاتال رئيسة لهذه اللجنة.
أيضاً طرحت في الاجتماع عدة قضايا للنقاش من بينها المخاوف المتعلقة ببعض المشاكل التنظيمية التي تواجه الحركة، والحاجة إلى إعادة هيكلة نظامها لإعادة أوجه القصور الحالية وتنظيم الأهداف وجدول الأعمال للسنوات الخمس المقبلة.
حضور عربي وخليجي
تتزايد قوة ومكانة هذ الحركة عاماً بعد عام بعد أن دخلت تحت منظومتها مجموعة كبيرة من أعرق مهرجانات الشعر العالمية، من بينها مهرجان تروا ريفيير للشعر الدولي في كندا والذي يقود الاتحاد الدولي لمهرجانات الشعر بنحو 23 مهرجاناً شعرياً بلغات مختلفة.
وقد وصلت الحصيلة الإجمالية للمهرجانات التي سجلت عضويتها في الحركة إلى 125 مهرجاناً، هي اليوم عصباً رئيسياً في نشاط الحركة ومن بينها مهرجانات عربية عريقة مثل "مهرجان المربد" و"مهرجان المتنبي" في العراق. ومهرجانات ولقاءات شعرية أخرى في المغرب وتونس، بينما لا تزال المشاركة الخليجية تقتصر على أسماء شعراء أعضاء وأفراد منسقين للحركة في كل بلد من بينهم أحمد الملا في السعودية وقاسم حداد في البحرين وعادل خزام في الإمارات وعدد آخر مهم من الأسماء الشعرية المعروفة في معظم البلدان العربية.
يعتبر مهرجان الشعر العالمي في مدينة ميديلين الكولومبية أحد أكبر مهرجانات الشعر في العالم اليوم، ولديه طوال العام مناشط وأمسيات وفعاليات متصلة بحركة الشعر العالمي، ويجري التنسيق له باحترافية عالية حيث تصل الدعوات للشعراء قبل أكثر من عام للمشاركة، وتتولى لجان خاصة ترجمة النصوص إلى الإسبانية، ويتوقع أن تشهد الدورة 33 العام المقبل حضوراً استثنائيا من كبار شعراء العالم.