يبدو أن باكورة انعكاسات الأوضاع السياسية الجديدة في واشنطن قد بدأت في الظهور بالفعل على المستوى السياسي الدولي.
وكشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، في تقرير، أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أوعزت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بخفض سقف طموحاته فيما يتعلق بالتفاوض مع روسيا، وتخفيف نبرته المتشددة حيال موسكو، إزاء فرص السلام".
3وقالت الصحيفة في تقريرها إن "الموقف الجديد للرئيس الأوكراني من أن محادثات السلام مع روسيا يمكن أن تبدأ وفلاديمير بوتين في السلطة، يرجع بشكل مباشر إلى الدفع اللطيف من قبل إدارة بايدن".
ونقلت الصحيفة عن شخصين مطلعين أن زيلينسكي قد حدد 5 شروط للمفاوضات، الإثنين الماضي، بما في ذلك تلك التي قالها من قبل، مثل استعادة وحدة أراضي أوكرانيا، ومعاقبة جرائم الحرب والتعويضات". لكن ما لم يقله، على عكس الإعلانات السابقة، هو أن "بوتين يجب أن يكون خارج السلطة قبل إجراء مثل هذه المحادثات".
وقال أحد الأشخاص إن التغيير جاء بعد أيام من المحادثات بين كييف وواشنطن - بما في ذلك زيارة شخصية مع زيلينسكي لمستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن المسؤولين الأمريكيين لم يخبروا زيلينسكي ومساعديه في أوكرانيا بشكل مباشر بتغيير موقفهم، لكنهم نقلوا أن "كييف يجب أن تظهر استعدادها لإنهاء الحرب بشكل معقول وسلمي".
وأوضح المسؤول أن "الهدف هو أن يوضح للعالم أن أوكرانيا، وليس روسيا، هي التي تريد حل النزاع".
وأضاف: "نحن لا نعتقد أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب بناءً على ما تفعله روسيا.. لكن يجب أن يظهروا استعدادًا لحل النزاع لأنه لا أحد يريد أن ينتهي هذا الصراع أكثر من أوكرانيا".
وجاءت جهود إدراة بايدن فى هذا السياق، مع استعداد البيت الأبيض لعملية تحول سياسي داخل أروقة الكونغرس، مع توقعات سابقة، باتت على وشك التحقق، بسيطرة الجمهوريين على مجلس النواب الأمريكي، وهم الذين تعهدوا من قبل بـ"فرملة" الدعم الأمريكي الكبير لكييف.
وفي وقت سابق، مارس الديمقراطيون والجمهوريون ضغوطا في الأسابيع الأخيرة على فريق بايدن للضغط من أجل حل دبلوماسي للحرب. وأكد المسؤولون الأمريكيون منذ ذلك الحين أنهم على اتصال مع نظرائهم الأوكرانيين والروس لتهدئة التوترات وتجنب الحسابات الخاطئة، على الرغم من عدم وجود حملة وشيكة لإقناع الأطراف المتحاربة بالحديث.
وفى خضم الحملة الانتخابية لاقتراع التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس الأمريكي التى انعقدت بالفعل أمس، حذر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي من أن حزبه لن يوقع "شيكًا على بياض" لأوكرانيا إذا فاز بأغلبية.
وقال مكارثي "أعتقد أننا سنواجه ركودا ولن نكتب شيكًا على بياض لأوكرانيا. هذا غير ممكن".
ورأى مكارثي أن "أوكرانيا مسألة مهمة لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن تكون الشيء الوحيد الذي يفعلونه ولا يمكن أن يكون هناك شيك على بياض".
ومنذ بدء العملية الروسية بأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، قدمت واشنطن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 17.6 مليار دولار. وكالات