تحدث المخرج وكاتب السيناريو الجزائري جعفر قاسم، في حوار مع "سكاي نيوز عربية"، عن عودته الفنية خلال شهر رمضان 2023، بعد غيابه عن الشاشة، خلال السنة الماضية.
وأكد المخرج الجزائري أن عودته هذه السنة ستكون عبر عمل فكاهي من نوع السيتكوم أو "كوميديا الموقف"، وذلك لعدة أسباب.
وقال جعفر لموقع سكاي نيوز عربية :"عندما نغيب عن الشاشة نحاول الحضور في عمليات الكتابة، وقد انتهيت مؤخرا من كتابة سلسة فكاهية لشهر رمضان القادم".
من الناحية التاريخية، يعتبر جعفر قاسم، أول مخرج جزائري أضاف طبق السيتكوم إلى مائدة الأعمال الرمضانية في القنوات الجزائرية.
وبفضل تلك الأعمال، اكتسب المخرج شهرة واسعة، لتقديمه عدة أعمال، شارك فيها أبرز صناع الكوميديا في الجزائر، على رأسهم الممثل صالح أوقروت وبيونة.
وقد كانت بدايته سنة 2001 عندما قدم سلسلة "ناس ملاح سيتي" على شاشة التلفزيون االحكومي الجزائري.
وبعدها قدم سلسلة فكاهية أخرى بعنوان "جمعي فاميلي"،وإستمر في تقديم الطابع الفكاهي ذاته، في سلسلة "قهوة ميمون" و"دار البهجة" و"بوزيد دزاير".
الابتعاد عن عاشور العاشر
خلال الفترة من 2015 إلى 2012، وصل المخرج الجزائري إلى ذرة شهرته،عندما قدم سلسلة "عاشور العاشر"في ثلاثة أجزاء.
يتساءل المشاهد الجزائري اليوم عن مستقبل الجزء الرابع من هذه السلسة،كما سبق وأن تحدث عنها المخرج في لقاءات سابقة.
يبدو أن قاسم قد قرر الإبتعاد مسافة عن تلك السلسلة، رغم حجم الشهرة التي حققتها.
قال جعفر: "أحب الحضور في المسلسلات الكوميدية، رغم أنني ما زلت أحلم بالدراما".
يوجد في رصيد المخرد مسلسل درامي واحد بعنوان "موعد مع القدر" قدمه سنة 2007 من بطلة نجوم الدراما الجزائرية وعلى رأسهم سيد أحمد القومي ومليكة بلباي.
أرجع المخرج الجزائري، تركيزه على كتابة المسلسلات الكوميدية، لمنطق سوق الإنتاج التلفزيوني الذي بات تتحكم فيه الإعلانات
قال: "الإعلانات هي الممول الأساسي للأعمال الرمضانية، إنهم يميلون دائما إلى تمويل الكوميديا على حساب الدراما".
ومن التلفزيون إلى السينما
وفي الفترة الأخيرة، توجه المخرج الجزائري بخطوات ثابتة نحو الصناعة السينمائية، حيث أخرج أول فيلم روائي طويل في مساره بعنوان "هليوبولس".
تناول فيه جانب من قصة مجازر 8 ماي الشهيرة خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر سنة 1945، وتقول تقديرات مؤرخين جزائريين إنها أودت بحياة 45 ألف جزائري.
وقد نال جعفر قاسم عن هذا الفيلم، شرف تمثيل الجزائر في مسابقة الأوسكار سنة 2021 في فئة أفضل فيلم دولي ناطق بغير اللغة الأجنبية.
ورغم عدم دخول الفيلم للمنافسة الرسمية، إلا أن النجاح المتميز الذي حققه على المستوى المحلي، حمسه لخوض تجربة سينمائية مماثلة.
في هذا الصدد قال جعفر : "بعد شهر رمضان سأخوض تجربة إخراج فيلم عن حياة الشهيد الجزائري الكبير أحمد بوقرة (قائد الولاية الرابعة التاريخية من 1958 إلى 5 ماي 1959)، الأفلام الثورية مسؤولية كبيرة وأتمنى أن أكون في مستوى هذه الشخصية العظيمة".
وينظر الجمهور الجزائري إلى المخرج، اليوم، باعتباره واحد من أهم الأسماء التي يمكنها أن تحقق للجزائر نهضة صناعة السينما.
ويرى قاسم أن الجمهور الجزائري يستحق أن يعيش مجدداً العصر الذهبي للسينما الجزائرية الذي عرفته في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وقال المخرج الجزائري: "السينما اليوم في الجزائر تشهد محاولات لتطوير هذا المجال الصعب. هناك الكثير من الأمور الإيجابية على مستوى الإرادة السياسية،ولكن التحديات لا تزال كبيرة جدا".
تكريم في الرياض
وعلق المخرج على التكريم الذي حظي به مؤخرا من قبل المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في نسخته الـ 22 بالعاصمة السعودية الرياض، تحت شعار "الإعلام في عالم يتشكل".
وقال: "الحصول على تكريم عربي، شرف وتشجيع كبير، يمنحني الدعم".
وأشار إلى أنه يهدي هذا التكريم إلى الجمهور الجزائري، الذي له الفضل الأول في أي نجاح حققه خلال السنوات العشرين الماضية.