في مهرجان المسرح الأردني التاسع والعشرين، تقف اللهجة المغاربيّة عمومًا أمام فهم المتلقي أيًّا كان انتماء هذا المتلقي، صحفيًّا كان أم أديبًا أم مسرحيًّا أم.....، والحقيقة أنّ بلاد المغرب العربي، ومنها المغرب، باتت تقترب إلينا كثيرًا عن طريق الفنون ووسائل التواصل الاجتماعي، لكنّ الأمر مختلفٌ حين يتعلق الأمر بعمل مادة صحفيّة تجمع ما بين النقد والإخبار الصحفي، وفي خضمّ هذه الحيرة أمام اللهجة الصعبة، يخرج من بين ظهرانينا نحن معشر الصحفيين صحفيٌّ نشيط يعمل بجد وإخلاص ولا يلتزم بالتقسيمات الضيّقة للمهام الإعلامية في المسرح، وقد امتلك هذه المرّة ميزة إتقانه للهجة المغربيّة إتقانًا تامًّا؛ بحكم أنّ أصهاره وأنسباءه من المغرب وأنّه درس في بلد السحر والجمال، المغرب التي يتوق لزيارتها أيّ إنسان.
ياسر العلاوين، زميل يعمل في الدستور الغراء، مبادر، ضمّن مادته الصحفيّة بجمل مغربيّة قيلت على لسان ممثلين على خشبة المسرح، وقد لفت الأنظار إلى هذا، في متابعته الدقيقة وفهمه لتفاصيل الحوار، وهو ما ينعكس إيجابًا على المادة الصحفية المستقاة من هذه الحوارات، لهذا، تدخل اللهجة الشعبيّة عامل توصيل مهم في فهم الفنون والآداب بدلالة الألفاظ، وقد قلتُ هذا الكلام في أكثر من منبر في مفاضلة الناس غير المجدية ما بين الفصيحة واللهجة المحكيّة، ولذلك، فإنني أنصح باستثمار الميزة النسبية للإعلاميين والصحفيين، كلّ في مجاله، فميزة الصحفي العلاوين يمكن الاستفادة منها أكبر في عمل مقاربات لهجية بين المغرب والأردن والدول العربية على وجه العموم، وأنصح بأن تتوفّر كلّ الأدوات اللوجستيّة المساعدة له لإكمال حواراته مع الضيوف المغاربة، ومن الطبيعي أن يكتب في صحيفته عن اللهجة ودلالات اللفظ، فنتعرّف إلى لهجة بتفصيل أكثر، خصوصًا وأننا ربما لا نعرف إلا عموميات الألفاظ،.. والأمر ينطبق على لهجات في موريتانيا تدخل فيها الفرنسيّة والعامية والفصيحة بشكل واضح.
الاستفادة من الميزات النسبية تعني منح ياسر العلاوين الفرصة لمحاورة الضيف في ندوة تعقيبية على مسرحيّة مثلًا، أو لقاء إذاعي، أو أن يكون مرافقًا لضيوف المسرح المغاربة، والأمر ينطبق على زملاء أتقنوا لهجات أخرى، وعلى أيّة حال، فإنّنا مدعوّون للإشادة بالزميل العلاوين ومباركة جهوده في إبهارنا بجمل مدهشة تدعو للتفكير حول التقاء المشرقي بالمغربي فن جميل، هو "أبو الفنون"، المسرح، على خشبة المسرح في الأردن.