يُعدُّ حفظ القرآن فضيلة وطموحاً عالياً لكل مسلم عالي الهمة وصادق العزم، فالمسلم إن ضمّ بين صدره آيات كتاب الله وعاش معها وعمل بها فإنه سينال الخير العظيم والبركات الكثيرة في كل مناحي حياته، فمن فوائده ما يأتي:
يصبح المرء من أهل الله وخاصته
وُصف أهل القرآن بأنّهم أهل الله وخاصته؛ فهم يتلون آياته ويفهمون مُفرداته ويتعظون بمواعظه، فيحصل لهم الابتعاد والاعتبار، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ)،فإنه لشرف عظيم ومكانة عالية أن يوصف المرء بأنه من أهل الله.
ينال المرء الرفعة في الدُّنيا والآخرة
من إكرام الله لأهل القرآن أن جعل قدرهم عالياً في الدنيا وفي الآخرة، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ)، وتكون الرفعة بالقرآن بالعمل به وتصديق أخباره، وتنفيذ أحكامه كما يحب ربنا ويرضى، أما من أعرض عنه وترك مواعظه وهديه فَيَضَع الله قدره.
يقدّم في إمامة الصلاة على غيره
إن كان حافظ القرآن في مسجد، فإنه يُقدم للإمامة في الصلاة على غيره، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، وَأَقْدَمُهُمْ قِرَاءَةً).
نعمة يُغبن عليها صاحبها
قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا فَهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ)،والحسد المقصود في هذا الحديث بمعنى الغبطة، فكما يقول الشاعر أبو تمام: "وما حاسد في المكرمات بحاسد"، وحفظ القرآن من أجل وأعظم هذه المكرمات التي يجب على المسلم أن يسعى إليها ويحاول تحصيلها بأي جهد يستطيعه.
يلبس والداه تاج الوقار يوم القيامة
من إكرام الله لحافظ القرآن ومن الفوائد التي ينالها الحافظ في آخرته؛ أن لوالديه إكراماً خاصاً يوم القيامة، فيكون جزاؤهما بأن يُلبسهما تاج الوقاريوم القيامة؛ فيُقال لهما يوم القيامة هذا جزاء أخذ ولدكم لكتاب الله.
وهذا الجزاء لهما على ما بذلاه من جهد وتعب حتى بلغ ابنهما هذه المنزلة؛ لأن من المعلوم أن حفظ القرآن يحتاج لهمة وسعي دؤوب، ولو أنه أمر سهل لوصل إليه كل أحد، ولكنه غاية وشرف عظيم لن يناله إلا من اجتهد على أبنائه وبحث لهم عن خير صحبة وخير معلم ليكونوا عوناً في هذا الطريق العظيم.
تقوية الذاكرة وتنمية المواهب
إنّ من المشاهد في نماذج حملة القرآن أنهم أكثر الناس تميزاً بين أقرانهم، فمن حمل نفسه على حفظ القرآن، فُيثبت لنفسه ولغيره أن لديه الإرادة التي تحمله على تحقيق أي هدف يسعى له؛ فتنمو بذلك مواهبه، ويتميز في أي مكان يكون فيه